فرضت مليشيات البوليساريو، بقيادة وحدات من الدرك الجزائري، في الأيام الأخيرة، حالة الطوارئ في المخيمات وأغلقت الممرات، التي تصل المخيمات ببعضها البعض، كما أقامت حواجز للتفتيش على نقط الدخول والخروج من وإلى المخيمات وذلك على خلفية تعرض أحد مراكز الميليشيات لهجوم مسلح، الأسبوع الماضي، بمنطقة تدعى "الترسال"، استعمل فيه المسلحون الذخيرة الحية، وأطلقوا النار على عناصر ميليشيات البوليساريو في مكان تجمعها، من داخل عربات رباعية الدفع، محدثين إصابات في صفوف ميليشيا البوليساريو وخسائر لم يكشف عن طبيعتها، ثم لاذوا بالفرار. وعلمت "المغربية" أن مليشيات البوليساريو داهمت، خلال عطلة نهاية الأسبوع، عشرات الخيام، مع تفتيشها واستنطاق المقيمين فيها، بحثا عمن تزعم أنهم "إرهابيون مندسون في المخيمات"، كما اعتقلت بعض الشباب الصحراويين، واقتادتهم إلى جهات مجهولة، بدعوى التحقيق معهم. وأكد مصدر "المغربية" أن حملة التفتيش لميليشيات البوليساريو داخل المخيمات تستند إلى معطيات أدلى بها أحد المهربين للسلع والبشر يدعى "صنيبة"، وهو عميل للبوليساريو وأجهزة الاستخبارات الجزائرية. وكان موقع إلكتروني إخباري لناشطين صحراويين نشر، الجمعة الماضي، خبر الهجوم على مركز تابع لميليشيا البوليساريو، في منطقة الترسال، مشيرا إلى أن "صنيبة" يعتبر أحد المقربين من دوائر القرار بقيادة الرابوني، وله علاقات متينة مع عصابات التهريب والجماعات المسلحة بمنطقة الصحراء والساحل، كما له علاقات متميزة مع أحد قادة مليشيات البوليساريو، هو المصطفى محمد عالي سيد البشير، قائد ما يسمى الناحية العسكرية الرابعة سابقا، ويشغل الآن منصب "مدير مركزي للإمداد العسكري" بقيادة الرابوني، وهو المنصب الذي يعتبره الصحراويون في المخيمات الجدار الفاصل بين الغنى والفقر، فكل المقربين من هذا الشخص يصبحون أغنياء، لأنه حلقة الربط بين شبكات التهريب والاتجار في الأسلحة والمخدرات. وتشير مصادر إعلامية إلى أن الهجوم، الذي استهدف ميليشيا البوليساريو في منطقة الترسال، جاء أياما قليلة بعد نشر بيان لإحدى الكتائب الجديدة، التي أسسها شباب المخيمات لاستهداف البوليساريو، التي أفرطت في استغلال فقر وبؤس الصحراويين. ويقول بيان الكتيبة، التي أطلقت على نفسها اسم "كتيبة خطري حمدها خندود"، إن "قادة البوليساريو باعوا الوهم للصحراويين، الذين قضوا أربعة عقود في الشتات، فيما يعيش قادة الجبهة وأبناؤهم ونسائهم في النعيم والأسفار والإقامات الباذخة".