شدد المشاركون في اللقاء الذي نظمته المؤسسة الدبلوماسية، في "اليوم العالمي لإفريقيا بالمغرب"، على أهمية العلاقات العريقة، وعلى الروابط التاريخية والسياسية والثقافية التي تجمع المغرب بالقارة الإفريقية. (كرتوش) شارك في اللقاء، الذي نظم بشراكة مع سفارات البلدان الإفريقية المعتمدة بالرباط، وبدعم من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، أمس الثلاثاء بالرباط، أزيد من 450 مشاركا، من مختلف الدول الإفريقية، ابرزوا أن تاريخ العلاقة الخاصة بين المغرب وإفريقيا هو "قصة حب، رسخ ديمومتها بشكل منقطع النظير عبر التاريخ الإسلام والمبادلات التجارية والتدفقات البشرية"، مؤكدين أن المغرب التزم بحضور البعد الإفريقي في هويته، وبالنظر لوحدة المصير أمام تحديات التنمية والاستقرار والديمقراطية منذ الاستقلال، وتطوير علاقاته مع البلدان الإفريقية، واضعا نصب عينيه الوصول إلى شراكة استراتيجية حقيقية، تقوي التعاون جنوب - جنوب وتخدم التنمية المستدامة. وأضاف المشاركون في الاحتفال بيوم إفريقيا بالمغرب، الذي اختير له هذه السنة "وقت النهضة الإفريقية"، أن استراتيجية المغرب نحو إفريقيا، تقوم على قناعة وانتماء٬ في إطار شراكة مبنية على أساس التكامل، معلنين أن المغرب عمل على ثلاثة مستويات، تهم دعم حركات الاستقلال والتحرر، والمشاركة في مختلف قوات حفظ السلام في إفريقيا، والمساهمة في الحفاظ على الوحدة الترابية وسيادة البلدان الإفريقية٬ مع قناعة المغرب بمركزية التعاون والتبادل الثقافي في التكامل الإفريقي٬ إذ يتجاوز عدد الطلبة الأفارقة، الذين يتابعون دراستهم بالمغرب، 12 ألف طالب. من جهته، دعا صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الدول الإفريقية إلى "طي صفحة الماضي، والدخول في مرحلة بناء حقيقية، قادرة على الاستجابة لانتظارات السكان الأفارقة، على المستوى السوسيولوجي والاقتصادي والثقافي، والاعتماد على نفسها وعلى مواردها الطبيعية والبشرية، لتحقيق الاكتفاء الذاتي". وأضاف أن الاحتفال بهذا اليوم يعد مناسبة لاستحضار التاريخ الإفريقي المشترك، والعمل على بناء مستقبل أفضل، قوامه الأمن والاستقرار والاندماج والتنمية٬ مؤكدا أن هذه الأهداف لا يمكن أن تتحقق إلا بإرادة وعزم قويين٬ وأن مستقبل الأفارقة بأيديهم. وأوضح أن مقاربة جلالة الملك محمد السادس تقوم على أربعة أسس، وترتكز على مبادئ التعاون جنوب-جنوب، وضرورة التنمية البشرية، وليس على إعطاء الدروس، بل على مقاربة رابح–رابح". وبعد أن شدد على أن مقاربة جلالة الملك تقوم على احترام كرامة الإفريقي، أكد مزوار أنه "لا وجود لتوازن عالمي اليوم دون إفريقيا"، وأن المغرب سيبقى إلى جانب إخوانه الأفارقة بمنطق رابح -رابح، وليس بمنطق الاستفادة. وسجل باقي المتدخلين أن المغرب يشتغل وفق توجه استراتيجي واضح، ينبني على قاعدة تحقيق الربح والمصالح المشتركة٬ ويولي أهمية خاصة لمجالات الطاقة والطاقة المتجددة والاتصالات والنقل واللوجستيك٬ انطلاقا من قناعته بقدرة القارة السمراء على تحقيق الاكتفاء الذاتي، بالاعتماد على مواردها الطبيعية والبشرية. وأشاروا إلى أن البنوك المغربية حاضرة في أزيد من 22 بلدا إفريقيا٬ إلى جانب شركات التأمين، التي تسهل المهمة بالنسبة للمستثمرين المغاربة للتوجه نحو إفريقيا بثقة وأمان أكبر٬ مستحضرين الزيارة الأخيرة لجلالة الملك محمد السادس لعدد من البلدان الإفريقية، التي حملت رسائل قوية في هذا الاتجاه. وشددوا على أن مستقبل المغرب رهين بمستقبل أشقائه الأفارقة٬ داعين إلى العمل سويا، من أجل رفع التحديات، وفي مقدمتها مكافحة الحروب والفقر والتهميش والأوبئة٬ لكسب معركة التنمية والعدالة الاجتماعية، والحفاظ على كرامة المواطن الإفريقي.