أنهى قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بالرباط، صباح أمس الاثنين، الاستماع إلى نزيلات دار الفتاة، اللواتي يقلن إنهن تعرضن لاعتداءات جنسية من قبل مدير مدرسة ابتدائية بالرباط، يتابع في حالة اعتقال. وعلمت "المغربية"، من مصدر مطلع، أن قاضي التحقيق أخضع جميع أطراف القضية لإجراءات الاستماع التفصيلي، إذ أكدت الضحايا تعرضهن لتحرشات جنسية من قبل المسؤول التربوي، في الوقت الذي نفى الأخير ادعاءات الضحايا والمطالبين بالحق المدني، مؤكدا أنه كان يعامل الفتيات القاصرات معاملة الأب لبناته، وأنه يضمهن إلى صدره في سعي إلى تحسيسهن بالحنان، نظرا إلى الظروف الاجتماعية القاهرة التي حتمت عليهن الإقامة بالمؤسسة الخيرية. وأضاف المصدر ذاته أن قاضي التحقيق سيحدد موعدا لأول جلسة محاكمة، يمثل خلالها مدير المدرسة الابتدائية أمام هيئة المحكمة لدى محكمة الاستئناف بالرباط. وجاء اعتقال المسؤول التربوي بعد توصل الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، نهاية مارس الماضي، بشكاية موقعة من قبل الفاعلة الجمعوية نجية أديب، رئيسة جمعية "ماتقيش أولادي"، نيابة عن 12 فتاة قاصرا من نزيلات دار الفتاة. وأشارت الشكاية التي توصلت "المغربية" بنسخة منها إلى أن رئيسة جمعية مواساة ومديرة مركز دار الفتاة اتصلتا برئيسة جمعية "ما تقيش أولادي" للإخبار عن تعرض قاصرات نزيلات مؤسسة خيرية لاعتداءات جنسية من قبل مدير مدرسة ابتدائية. وبعد إجراء جلسة مع القاصرات، اللواتي يدرسن بمستويات الرابع والخامس والسادس ابتدائي بمكتب رئيسة جمعية "مواساة"، وبحضور رئيسة جمعية "ما تقيش أولادي"، ومديرة المركز الخيري، أفصحن عن "وقائع ومعطيات صدرت عن مسؤول تربوي استغل سلطته المادية والمعنوية، ليمارس شذوذه الجنسي عليهن داخل مكتبه بالمدرسة، وداخل فصول الدراسة". وبتعليمات من النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بالرباط، أخضعت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بالرباط مدير المدرسة لإجراءات التحقيق التفصيلي، فنفى التهمة المنسوبة إليه، مشيرا مرة أخرى إلى أنه يعاملهن كبناته، وهو ما نفته نزيلات الخيرية، اللواتي أطلعن المحققين على بعض الخصوصيات، كإظهاره جهازه التناسلي، ولمسهن في مناطق حساسة من أجسادهن.