توصلت "المغربية" بشكاية من جمعية "ماتقيش أولادي" لحماية الطفولة، مرفوعة إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، ضد مدير مدرسة ابتدائية بالمدينة، تشير إلى تحرشه جنسيا بمجموعة من القاصرات نزيلات مؤسسة خيرية، وتهديده لهن بسوء المصير والإيذاء العمدي. محكمة الاستئناف بالرباط (أيس بريس) تضمنت الشكاية الموقعة من قبل الفاعلة الجمعوية نجية أديب، الرئيسة والممثلة القانونية لجمعية "ماتقيش أولادي"، نيابة عن 12 فتاة قاصرا ينوب عنهن بوشعيب الصوفي، محام بهيأة الرباط، معطيات حول اعتداءات جنسية استهدفت فئة حساسة من المجتمع، يعشن في مركز دار الفتاة. وأشارت الشكاية إلى أن فاطمة الزهراء الفاسي، رئيسة جمعية مواساة، ونجية مزدودي مديرة مركز دار الفتاة، اتصلتا برئيسة جمعية "ما تقيش أولادي" للإخبار عن تعرض قاصرات نزيلات المؤسسة الخيرية "المواساة" لاعتداءات جنسية من قبل مدير مدرسة ابتدائية. وبعد إجراء جلسة مع القاصرات اللواتي يدرسن بمستويات الرابع والخامس والسادس بمكتب رئيسة جمعية مواساة، وبحضور رئيسة جمعية "ما تقيش أولادي"، ومديرة المركز الخيري، أفصحن بإسهاب وتلقائية عن مجموعة من الوقائع والمعطيات الخطيرة التي تشكل سلوكات شاذة، صادرة عن مسؤول تربوي استغل سلطته المادية والمعنوية ليعمد إلى ممارسة شذوذه الجنسي عليهن داخل مكتبه بالمدرسة، وداخل فصول الدراسة عن طريق تقبيلهن وملامسة مناطق حساسة من أجسادهن، إضافة إلى تمزيق سراويل بعضهن ونزعها بالعنف قصد تصريف مكبوتاته الجنسية، وفي حال الرفض، يواجهن بعنف وتسلط وتهديد بسوء المصير الدراسي وبمنحهن نقطا موجبة للرسوب في حال كشفهن أو البوح بالممارسات الصادرة عنه لرئيسة دار الفتاة أو إلى جهة أخرى، مستغلا وضعهن الاجتماعي الهش. وأضافت الضحايا أن مدير المدرسة يقوم بأفعاله الإجرامية بمشاركة من إحدى المعلمات التي تساعده عن طريق إرسالهن إلى مكتب المدير ودفعهن للاختلاء به تحت ذرائع واهية، مضيفات أن مكتب المدير تحول إلى حفلة للرقص تسخر له بعض الفتيات من غير نزيلات المؤسسة الخيرية في جو من الموسيقى ليعمد إلى إجلاس بعضهن بحضنه ويشرع في ملامستهن في نقط حساسة من أجسادهن. وأكدت المشتكيات أنهن ظللن يعانين من هذه السلوكات المتكررة وذقن طعم المعاناة المادية والنفسية والمعنوية ويتجرعن آلامها إلى أن استطاعت إحداهن، مدفوعة بأزمتها النفسية، إلى الإفصاح عن سلوكات المدير إلى إحدى المعلمات، ليتخلصن من عقدة الصمت وينتقلن إلى مرحلة الإفصاح عن الاعتداءات المرتكبة في حقهن. وأضافت الشكاية أنه بالنظر إلى هذه الأسباب مجتمعة فإن جمعية "ما تقيش أولادي" لحماية الطفولة تلتمس من ممثل النيابة العامة إجراء بحث في النازلة عبر مباشرة الاستماع إلى كل الضحايا القاصرات، وكل من لحقه هذا الفعل الجرمي، إضافة إلى الاستماع إلى شهود الإثبات ممثلين في نجية أديب رئيسة جمعية ماتقيش أولادي لحماية الطفولة، وفاطمة الزهراء الفاسي رئيسة جمعية مواساة، ونجية مزدودي، مديرة مركز دار الفتاة، و"ش.س" تلميذة نزيلة بجمعية مواساة، من جهة، فضلا عن الاستماع إلى المشتكى به والمعلمة السالف ذكرها وكل من ثبت تورطه، ومن له إفادة لإظهار الحقيقة في هذا الفعل الإجرامي الذي يستهدف الطفولة.