انطلقت، مساء أمس الجمعة، بدار الثقافة بمدينة فجيج، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، فعاليات المهرجان الدولي لثقافات الواحات في نسخته الثامنة تحت شعار: "واحة فجيج والعلاقات الاقتصادية والثقافية بين شمال إفريقيا والسودان الغربي". ويعد هذا المهرجان، الذي تنظمه وزارة الثقافة والجماعة الحضرية لفجيج ما بين 9 و11 مايو الجاري، بشراكة مع وكالة تنمية عمالة وأقاليم الجهة الشرقية، وعمالة إقليم فجيج، والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الاركان، والمعهد الفرنسي بوجدة وشركاء آخرين، موعدا سنويا راكم خلال ثمان دورات تجارب فنية، من خلال معارض تراثية وفنية وندوات تناولت قضايا عامة تهم التنمية الشاملة بواحة فجيج. وفي هذا الصدد، قال المدير الجهوي لوزارة الثقافة بالجهة الشرقية لحسن الشرقي في كلمته الافتتاحية،إن المهرجان الدولي لثقافات الواحات يسعى الى الاهتمام بالمجالات الواحاتية التي كانت دائما مجالات للسلم ولربط الاتصال بين مختلف الشعوب، وإبراز المقومات التراثية والثقافية المميزة للواحات وإظهار خصوصياتها ومؤهلاتها في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وأكد السيد الشرقي خلال الجلسة الافتتاحية ، التي حضرها على الخصوص عامل إقليم فجيج السيد إدريس بن عدو والمفتش العام للوزارة السيد حميد زكرياء ورؤساء المصالح الخارجية ? على أن هذا المهرجان يندرج في إطار استراتيجية وزارة الثقافة الرامية إلى ترسيخ الفنون القديمة بكل أنواعها وتجلياتها ، ولاسيما الفنون الاصيلة القائمة بالواحات المغربية ، وما يميزها عن باقي الواحات عبر العالم. وأوضح، أن المهرجان أضحى أولوية مهمة في المخططات التنموية للثقافة السياحية ، بالإضافة إلى إبراز خصوصياته المتميزة والأصيلة ، ونظرا لمساهمته الواسعة في التنمية المستدامة في الحياة العامة، ولإشاعة ثقافة الواحات، إذ بدأ يؤسس لنفسه تيمات قارة تعالج قضايا ثقافات الواحات، وما لعبته واحة فجيج عبر التاريخ من دور أساسي في الاستقرار والتبادل الثقافي والاقتصادي بين إفريقيا وأوروبا عبر المغرب. من جهته قال رئيس المجلس البلدي لفجيج، السيد عمرو عبو، إن " الانخراط في المشروع التنموي للمملكة يقتضي أن نجعل من التراث عنصرا أساسيا" تصاغ حوله البرامج والعمليات التنموية، مبرزا أن إدماج التراث في المعادلة التنموية يجعل أبعاد العمل الإنمائي تتجاوز التوازنات الرقمية، ويفضي إلى اعتماد تصميم تنموي يرتكز على التراث بكل مكوناته. وأكد عبو، على أن تنمية المنطقة تقتضي توسيع دائرة إشعاعها الثقافي وبذل الجهود لرد الاعتبار لتراثها الثقافي مشيرا إلى أن مهرجان ثقافات الواحات سعى منذ دورته الأولى لتحقيق التميز والتفرد باهتمامه بالمجالات الواحية التي كانت دائما مجالات للالتقاء والتعاون والتبادل. وأشار الى أن مهرجان ثقافات الواحات بفجيج يروم تقديم الثقافة الواحاتية كتعبير حي عن التراث المادي واللامادي لسكان الواحات وإحياء هذا الإرث الثقافي والفني وتقديمه للاجيال الصاعدة لحمايته والحفاظ عليه، مضيفا أن المهرجان في نسخته الثامنة أصبح مناسبة لدراسة ثقافات الواحات وإبراز مظاهرها التراثية والعمرانية والبيئية والفنية. وأكد ممثل وكالة الجهة الشرقية عبد المجيد رابح، من جانبه،على دعم الوكالة المتواصل لهذا المهرجان منذ الدورة الاولى، وشدد على ضرورة خلق مؤسسة لتسيير وادارة المهرجان للرقي به الى صفوف المهرجانات الدولية المرموقة مع الحفاظ على طابعه التراثي. وخلال هذا اليوم الافتتاحي تم تقديم عروض فنية لبعض الفرق المشاركة خلال هذه الدورة التي تعتني بالتراث الشعبي كفرقة فن لعلاوي بفجيج (صغار)، وبنات آمن تافراوت، وأحواش تكموت طاطا، وجرافة الجرف الراشيدية، وأيت علي أوسعيد تالسينت وفن الركادة للمجموعة الفلكلورية والشعبية وجدة ووصلات غنائية للفنان مكي عثمان. كما أقيم حفل تكريم الفنان مكي عثمان الذي وصل سجله الفني الى أزيد من اربعين قصيدة واغنية باللغة الامازيغية تطرقت لمختلف المواضيع المحلية.