علمت "المغربية"، من مصادر مطلعة، أنه، بعد تضييق الخناق على مروجي الأقراص المهلوسة (القرقوبي)، وسقوط شبكات في أيدي مصالح الأمن، لجأ البعض منهم إلى حيل جديدة، قصد المحافظة على نشاطهم وذلك من خلال تزوير وصفات طبية للتزود بأقراص طبية مهلوسة تستعمل كأدوية في العلاج النفسي والعصبي أو حتى العقلي كمهدئات قوية، ويكون لها تأثير مخدر. وذكرت المصادر ذاتها أن مصالح الأمن بالبيضاء فطنت إلى هذه الحيل، ما جعلها تكثف حملاتها في هذا الاتجاه، إضافة إلى تحسيس أصحاب الصيدليات بهذا الأمر، ودعوتهم إلى التدقيق في الوصفات الطبية المتضمنة لهذه الأدوية، والعمل على تمحيصها والتأكد من المعطيات المتضمنة منها، ومن مصدرها، وفي حالة الاشتباه فيها، إخطار مصالح الأمن فورا. وأفادت المصادر ذاتها أنه سجل في الآونة الأخيرة ترويج وصفات طبية في بعض المناطق بجهة الدارالبيضاء الكبرى، تتضمن أسماء أدوية من قبيل "زيبام"، و"نورداز"، و"ليكسوميل" وغيرها من الأدوية المهدئة والمخدرة، مشيرة إلى اكتشاف بعض هذه الوصفات من قبل الصيدليات، التي أخطرت مصالح الأمن بشأنها، قصد التحقيق فيها. وتخضع الصيدليات في العادة جميع الوصفات الطبية الخاصة بأدوية العلاج النفسي والطبي والعقلي للتدقيق، كما تسجل كافة المعطيات المتعلقة بها في دفتر خاص. وكان تدخل محققي الشرطة القضائية بأمن القنيطرة، أخيرا، حال دون تمكن أحد مروجي الأقراص المهلوسة من توزيع كمية كبيرة داخل المدينة، بعدما اقتنصوه في محطة قطار المدينة، وبحوزته 4 آلاف و750 قرصا. وذكرت مصادر مطلعة أن تفتيش المتهم مكن من حجز الأقراص الطبية المخدرة مخبأة في حقيبة رياضية يحملها خلف ظهره، ووصفات طبية مزورة، تحمل أختام مزورة لمؤسسة استشفائية للأمراض العقلية بالرباط. وكشف التحقيق مع المتهم، وهو من مواليد 1988، ومن ذوي السوابق في الاتجار في المخدرات، أنه يحرر وصفات طبية مزورة، تحمل أختاما مزورة للمؤسسة الاستشفائية المذكورة، ثم يشرع في شراء الأقراص الطبية من صيدليات بمراكش وقلعة السراغنة وشيشاوة، موهما أنه يقتنيها لأحد أقربائه، ويطلب كمية تكفي لعلاج 3 أشهر يدونها في وصفة يكتبها باحترافية عالية، لا تدع مجالا للشك. وحسب المصادر ذاتها فإن المتهم، المتحدر من شيشاوة، كان يلجأ إلى اختيار صيدليات بعيدة عن محور الرباط والدارالبيضاء، حتى لا ينكشف أمره، ويجمع كمية كبيرة من هذه الأقراص، لإعادة بيعها في القنيطرة للمدمنين على "القرقوبي".