قال الزعيم الإيراني الأعلى، أول أمس الأربعاء، إن بلاده لن تعمل أبدا على إبطاء برنامج أبحاثها النووية في الوقت الذي يكافح فيه مفاوضو طهران والقوى العالمية الست لتضييق "ثغرات كبيرة" في المحادثات الرامية للتوصل إلى اتفاق طويل الأمد. تريد القوى الغربية وروسيا والصين تفادي تصعيد التوترات في الشرق الأوسط سواء في صورة حرب جديدة، أو سباق تسلح نووي في الوقت الذي تحرص فيه إيران على التخلص من العقوبات الدولية، التي تضر باقتصادها الذي يعتمد على النفط. وقال الزعيم الأعلى آية الله على خامنئي إن على وفد التفاوض الإيراني ألا يذعن لقضايا "تفرض عليه". ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية عنه قوله في اجتماع مع علماء نوويين في طهران "يجب أن تستمر هذه المفاوضات". وأضاف "لكن يجب على الجميع أن يعلم أن المفاوضات لن توقف أو تبطئ أي أنشطة إيرانية في الأبحاث والتطوير في المجال النووي". وتنفي طهران اتهامات بأنها تستخدم برنامجها النووي السلمي المعلن كواجهة لتطوير وسائل لإنتاج أسلحة نووية وتصر على أنها تريد توليد الكهرباء فقط. وينوي المفاوضون الإيرانيون ومفاوضو القوى العالمية الست الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا بعد محادثاتهم التي استغرقت يومين في فيينا بدء وضع مسودة اتفاق طويل الأمد للوفاء بالموعد النهائي للمفاوضات في 20 يوليوز. وقالت كاثرين أشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، التي تتولى تنسيق المحادثات باسم القوى العالمية إن الجانبين سيعقدان الجولة المقبلة من المحادثات في العاصمة النمساوية في 13 ماي. وقالت للصحافيين وهي تقف إلى جوار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن التغلب على الخلافات القائمة يتطلب "قدرا كبيرا من العمل المكثف". وأضافت في ختام المحادثات التي جرت يومي الثلاثاء والأربعاء "سننتقل الآن إلى المرحلة التالية في المفاوضات والتي نهدف فيها إلى تضييق الهوة في كل المجالات الرئيسية والعمل على العناصر الملموسة لاتفاق شامل محتمل". وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية تحدث للصحفيين بشرط عدم الكشف عن هويته "نحن جاهزون الآن للبدء في صياغة (الاتفاق)". وأضاف "لا نعرف في هذه المرحلة إن كنا سننجح في سد تلك الفجوات". لكن كبير المفاوضين الروس أشار إلى تحقيق تقدم بشأن كيفية معالجة المخاوف المتعلقة بمفاعل آراك النووي الذي تخطط إيران لبنائه. وتقول طهران إنه منشأة مخصصة لإنتاج النظائر المشعة لأغراض علاجية، في حين يشتبه الغرب في أنه سينتج بلوتونيوم لإنتاج قنابل ذرية. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف قوله "زاد احتمال التوصل إلى حل وسط حول هذه القضية". ومضى يقول "نمضى قدما سنتيمترا بسنتيمتر وقطرة بقطرة. وبشكل عام هناك حركة إيجابية". وقال ظريف إنه تمت تسوية أكثر من نصف القضايا. وقال للصحافيين "اتفقنا بخصوص 50 إلى 60 في المائة من المسودة (النهائية) ... لكن الأجزاء المتبقية مهمة للغاية وتشمل قضايا مختلفة". لكن المسؤول الأمريكي كانت لديه رؤية مختلفة إلى حد ما. وقال "الشيء الوحيد المهم في نهاية المطاف هو التوصل لاتفاق ... كل القضايا ستبقى مفتوحة لحين التوصل إلى اتفاق". وقالت إيران إن المباحثات لن تتناول برنامجها للصواريخ الباليستية المحظور بموجب العقوبات، التي فرضها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بسبب رفضها وقف تخصيب اليورانيوم. لكن المسؤول الأمريكي قال ردا على سؤال عما إذا كان برنامج الصواريخ قد طرح للنقاش "كل قضية يمكن أن تتخيلها" طرحت.