أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اليوم الأربعاء بطنجة، على تدشين مركز للتأهيل المهني البحري، يعد تجليا جديدا للاهتمام الخاص الذي يوليه جلالة الملك للعنصر البشري، وعزم جلالته الوطيد على جعله محركا حقيقيا للتنمية. تروم هذه المؤسسة التكوينية الجديدة، التي رصدت لها استثمارات بقيمة 10,7 ملايين درهم، مواكبة النهضة التي تشهدها المنطقة التي أضحت قطبا اقتصاديا ولوجيستيكيا بامتياز، حيث يزدهر نشاط بحري واسع يتطلب مجموعة من المهن المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر، بقطاعات الصيد والنقل البحري والموانئ. ومن شأن مركز التأهيل المهني البحري، الذي يندرج إحداثه في إطار مخطط "أليوتيس" الرامي إلى تطوير قطاع الصيد البحري، المساهمة في تطوير القدرات والكفاءات الفردية عبر التكوين المستمر، والإرشاد، ومحو الأمية الوظيفية. كما سيوفر هذا المركز، الذي شيد على مساحة 2789 مترا مربعا، تكوينات في المجالات المرتبطة باستغلال وقيادة وصيانة بواخر الصيد، وتثمين منتوجات الصيد البحري، والحفاظ على الموارد البحرية، وصيانة الوسط البحري. ومن أجل تمكينه من الاضطلاع بهذه المهام في ظروف بيداغوجية رفيعة المستوى، فإن المركز يشتمل على تجهيزات ومرافق ملائمة، منها، على الخصوص، قاعات للدروس النظرية والأعمال التطبيقية، وقاعة للإعلاميات، وأخرى للاجتماعات، ومجموعة من الورشات (السلامة والعلاجات الأولية، الرسم والخرائط البحرية، الآلات البحرية، حياكة شباك الصيد، التبريد، الملاحة). وسيوفر مركز التأهيل المهني البحري، وهو ثمرة شراكة بين وزارة الفلاحة والصيد البحري ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، جميع الظروف المحفزة على تشغيل الشباب، والنهوض بالنسيج الاقتصادي الجهوي، فضلا عن مواكبة تنفيذ مختلف الأوراش البحرية والمينائية التي أطلقت على مستوى الجهة (الميناء الجديد للصيد بطنجة، المركب المينائي طنجة- المتوسط، وقرية الصيادين "الدالية"). ويأتي هذا المشروع السوسيو- مهني لتعزيز مختلف المبادرات التي تم إطلاقها على مستوى عمالة طنجة، والتي تروم بالخصوص، تثمين مؤهلاتها الاقتصادية ومواردها البشرية من أجل تحقيق تنمية مندمجة، مستدامة وشاملة.