دعا الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، إيران إلى وقف دعمها للانفصاليين في جنوب البلاد وللجماعات الدينية في شمال اليمن الذي يسعى إلى إشاعة الاستقرار في ربوعه بعد أكثر من عامين من الاضطرابات السياسية. الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي (رويترز) ربما أدت التصريحات التي أدلى بها الرئيس اليمني لصحيفة الحياة اللندنية إلى المزيد من توتر العلاقات بين بلاده وإيران التي نفت مرارا تدخلها في شؤون اليمن. وقال هادي للصحيفة، في إشارة على ما يبدو إلى المتمردين الحوثيين الذين يسعون إلى الاستيلاء على مزيد من الأراضي في شمال اليمن "للأسف ما يزال تدخل إيران قائما سواء بدعمها الحراك الانفصالي أو بعض الجماعات الدينية في الشمال." وأضاف "طلبنا من أشقائنا الإيرانيين مراجعة سياساتهم الخاطئة تجاه اليمن لكن مطالبنا لم تثمر حتى الآن. لا توجد لدينا أي رغبة في التصعيد مع طهران لكننا في الوقت ذاته نأمل أن ترفع يدها عن اليمن." وتتهم الحكومات العربية في الخليج وحلفاء سنة القوة الإقليمية إيران بدعم الجماعات الشيعية في أرجاء المنطقة. وأعلن اليمن العام الماضي أن سفينة تم اعتراضها قبالة سواحله هي سفينة إيرانية كانت تحاول تهريب متفجرات وصواريخ أرض-جو إلى البلاد. ونفت إيران أي صلة لها بالأسلحة التي ضبطت على ظهر السفينة. وتجابه الحكومة اليمنية عدة تحديات، منها حركة انفصالية في الجنوب وتمرد إسلامي في الشمال، وهي تسعى إلى استعادة سلطتها التي فقدتها خلال الاحتجاجات الشعبية عام 2011 التي أطاحت بالرئيس السابق علي عبد الله صالح. وتعرضت المصالح الإيرانية لاعتداءات داخل اليمن، إذ اختطف مسؤول بالسفارة الإيرانية في العاصمة صنعاء في وقت سابق من العام الجاري، وأصيب دبلوماسي إيراني آخر بجروح بالغة إثر مقاومته مسلحين كانوا يحاولون اختطافه. ودافع هادي أيضا عن خطة للأخذ بنظام الدولة الاتحادية في البلاد، وهي أحدث حلقة ضمن سلسلة من الإصلاحات التي يمضي فيها قدما خلال الفترة الانتقالية في إطار اتفاق لانتقال السلطة تدعمه الولاياتالمتحدة وأدى إلى الإطاحة بالرئيس صالح. ووافق هادي، الشهر الماضي، على تحويل اليمن إلى دولة اتحادية تضم ستة أقاليم لإلغاء السلطة المركزية ومنح الجنوبيين قدرا أكبر من الحكم الذاتي. إلا أن بعض الجنوبيين وممثلي الحوثيين اعترضوا على ذلك الأمر الذي يثير مخاوف وقوع البلاد في براثن زعزعة الاستقرار. وقال هادي "نظام الأقاليم هو الذي سيحافظ على الوحدة اليمنية ويجب أن نعلم أن المركزية هي التي أضرت بالوحدة وكادت تدمرها".