انتخب الغابوني بيير روتينو نداي، رئيسا جديدا لجمعية المكررين، خلفا لأنطوني أوجبوجوي، في الجمع العام السنوي للجمعية، المنعقد بمدينة مراكش، على هامش اللقاء الدولي حول صناعة التكرير الإفريقية، الذي انطلقت أشغاله صباح يوم الاثنين الماضي، في إطار أسبوع جمعية المكررين الأفارقة، وهو المؤتمر الدولي الوحيد المخصص لسوق النفط الإفريقية. جانب من اللقاء (ت: المعين) تمثل جمعية المكررين الأفارقة، التي أحدثت قبل ثماني سنوات لتمثيل القارة الإفريقية في مجالات صناعة التكرير وشركات التخزين والتوزيع والتسويق، وكذلك الهيئات المنظمة لقطاع النفط بإفريقيا. ويهدف هذا اللقاء المنظم من طرف جمعية المكررين الأفارقة، وهي جمعية ذات منفعة عامة مقرها بسويسرا، خلال الفترة ما بين 24 و28 مارس الجاري بمدينة مراكش، إلى مناقشة سبل إنعاش الاستثمار في قطاعات التكرير والتوزيع في جميع الدول الإفريقية. وشكل موضوع توفير "البيئة المناسبة" للاستثمارات في البنيات التحتية لتوزيع الوقود، بالإضافة إلى النمو الذي يشهده قطاع الكهرباء بفضل العدد المتزايد من حقول الغاز في جميع أنحاء إفريقيا، أهم القضايا المطروحة للنقاش خلال أسبوع جمعية المكررين الأفارقة، بمشاركة خبراء التكرير والتجارة والتوزيع والتمويل في جميع أنحاء العالم. وسيناقش المشاركون في هذا المؤتمر كل التحديات التي تواجه الصناعة الافريقية لتكرير البترول، مع الأخذ بعين الاعتبار أن أنشطة قطاع تكرير النفط العالمي تسجل في هذه الآونة مستويات منخفضة تاريخيا ومتقلبة الربحية. وحسب المنظمين، فإن المؤتمر يضم أهم الفاعلين المتدخلين في مستقبل هذه الصناعة لمناقشة سبل تطوير وتنظيم القطاع، بعد أن بات من الواضح اليوم أن توزيع وقود ذي جودة غير فعالة وغير جيدة قد يحد من النمو الاقتصادي السريع الذي تشهده القارة الإفريقية. وقال بيير ريتنو نداي، الرئيس الجديد لجمعية المكررين الأفارقة في تصريح ل "المغربية"، إن هناك تحديات كبيرة في البنية التحتية والتمويلية التي تواجه الصناعة الإفريقية لتكرير البترول وتسويقه ونقله في التوريد والتكرير والتخزين والتوزيع، مازالت قائمة مع مواجهة النمو الدينماكي لاقتصاديات القارة الإفريقية، لهوامش التكرير المتوقعة. وأضاف ريتنو نداي، أن على إفريقيا الاستجابة للطلبات المتزايدة على الطاقة للرفع من كميات المواد المكررة، مشيرا الى أن بعض محطات التكرير انطلق العمل بها منذ أزيد من 20 سنة، وهي الآن أصبحت من بين المحطات الصغيرة. وفي هدا الاطار، دعا الرئيس الجديد لجمعية المكررين الأفارقة، إلى ضرورة إحداث محطات جديدة بإمكانيات تكرير كبيرة، لمواجهة التحديات التي تواجهها الصناعة الإفريقية لتكرير البترول، موضحا أن صناعة تكرير النفط تعرف تطورا على المستوى العالمي وبوتيرة متسارعة ما ستنعكس إيجابا على القطاع بإفريقيا. وأكد نداي أن إفريقيا تعاني عجزا طاقيا ناتجا عن نمو ديموغرافي سريع رافقه طلب كبير على الطاقة، مبرزا أن القارة السمراء في حاجة إلى طاقات من أجل استغلال مواردها الطبيعية، مشيرا إلى بعض التحديات التي تواجه القطاع بإفريقيا من بينها التحديات الأمنية ذات الصلة بحماية مواقع الإنتاج وضرورة الاستجابة للمعايير الدولية في مجال الجودة، والاستثمار في التجهيزات والبنيات التحتية، إلى جانب تحديات ذات طابع سوسيو بيئي تتعلق بانخراط مكرري النفط في التقليص من التلوث. من جانبه، أكد أنطوني أوجبوجوي، الرئيس السابق لجمعية المكررين الأفارقة، أن هذه الاخيرة تعمل على وضع خطة منظمة تهدف بالأساس إلى تحسين جودة المنتجات وتطوير البنيات التحتية لأنشطة التوزيع، التي تعرف ازدهارا متزايدا بإفريقيا، سواء من حيث التكرير أو التخزين وكذا الترويج للتعاون الإقليمي وتشجيع وتسهيل تبادل الخبرات وتطوير وتكوين الموارد البشرية. وشدد أوجبوجوي على ضرورة القيام بتخطيط الحاجيات التمويلية الكبيرة للبقاء في مجال أعمال صناعة تكرير البترول وتسويقه ونقله وتوريد وقود المستقبل، موضحا أن القارة الإفريقية تسجل نموا اقتصاديا مهما يجعلها محط اهتمام باقي الدول في جميع أنحاء العالم.