تعززت البنيات التحتية الأساسية لمدينة طنجة، بفضل المشاريع المهيكلة التي أعطى انطلاقتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اليوم الخميس، والرامية إلى مصاحبة النمو الديموغرافي والحضري الذي يشهده الإقليم وتحسين إطار عيش سكانه. ماب هكذا، أشرف جلالة الملك على إعطاء انطلاقة أشغال إنجاز محطة طرقية جديدة، ومجزرة عمومية، وسوق للخضر والفواكه بالجملة، وسوق "الحداد" للقرب، ومركب سوسيو- اقتصادي بحي مسنانة، فضلا عن بناء 14 مؤسسة تعليمية، و11 وحدة للتعليم الأولي، ومركز للتعليم والتربية غير النظامية، ومؤسسة مرجعية للتعليم الأولي، وذلك باستثمار إجمالي قدره 3ر377 مليون درهم. وتهدف هذه المشاريع التي أطلقها جلالة الملك، حفظه الله، والتي تندرج في إطار برنامج "طنجة الكبرى"، على الخصوص، إلى إعادة التأهيل الحضري، وترحيل مختلف الخدمات الجماعية إلى الضواحي الجديدةلطنجة سعيا إلى تخفيف الازدحام الحاصل على مستوى مركز المدينة، وتوسيع العرض المدرسي، ومحاربة الأمية، وتعميم التعليم الأولي. ومن شأن المحطة الطرقية الجديدة، التي ستنجز بحي الحرارين، المساهمة في تخفيف حدة الازدحام الذي يشهده وسط المدينة، وإعادة تثمين موقع المحطة الحالية، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمسافرين، كما ستمكن من معالجة الإشكاليات المرتبطة بركن حافلات نقل المسافرين وسيارات الأجرة وتلوث الشوارع الكبرى لطنجة. وستشتمل المحطة المستقبلية (53 مليون درهم)، التي خصص لها وعاء عقاري تقدر مساحته ب 6ر4 هكتار، على 50 رصيفا لحافلات نقل المسافرين، وموقف لسيارات الأجرة وآخر للزوار، وفضاءات للانتظار والاستقبال، ومكان للاستراحة مخصص لسائقي الحافلات، ومصالح إدارية وتجارية فضلا عن مرافق أخرى. أما إنجاز مجزرة عمومية (70 مليون درهم)، وسوق للخضر والفواكه بالجملة (80 مليون درهم)، فسيساهم في تنظيم وإعادة هيكلة المجالات المعنية ووضع حد للأنشطة العشوائية التي تتهدد صحة المواطنين. وستشتمل المجزرة العمومية، التي ستنجز بحي العوامة على مساحة إجمالية قدرها أربعة هكتارات، بالخصوص، على قاعات للذبح (الأبقار، الأغنام والماعز) والتخزين، وغرف مبردة، وفضاء للإسطبلات وموقف. وبالنسبة لسوق الجملة، فسينجز على مساحة إجمالية تصل إلى 5ر11 هكتار، حيث سيحتوي على باحة للفواكه والخضر، وفضاءات للتخزين، وغرف مبردة، ومطاعم وفضاءات خضراء. وسيمكن هذا المشروع من تخفيف حدة الازدحام بمنطقة بني مكادة علاوة على النهوض بالاقتصاد المحلي. وسيستفيد من سوق "الحداد" للقرب بجماعة بني مكادة، والمنجز في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أزيد من 350 تاجرا. وتتمثل الأهداف الرئيسية لهذا المشروع السوسيو- اقتصادي الذي رصد له غلاف مالي إجمالي قدره 7 ملايين درهم، في تحسين ظروف اشتغال التجار، وتحفيز استقرار الباعة المتجولين، وتحسين الجودة والسلامة الصحية للمواد الغذائية المعروضة للبيع، وتحسين جاذبية المشهد الحضري. وفي إطار تعزيز تجهيزات القرب، ستعرف مدينة طنجة إنجاز مركب سوسيو- اقتصادي بحي مسنانة (11 مليون درهم)، وذلك في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وسيشكل هذا المركب المندمج الذي سيشتمل على سوق، وفضاء للعب الأطفال، وملاعب رياضية وفضاءات خضراء، مكانا مثاليا للاسترخاء والترفيه. وبخصوص العرض التربوي، الذي أضحى غير كاف في ظل التوسع الذي شهدته المدينة، فسيتعزز بإحداث 14 مؤسسة تعليمية (8ر133 مليون درهم)، وهي تسع مدارس، وثلاث ثانويات وإعداديتين، وبناء 11 وحدة للتعليم الأولي (17 مليون درهم)، وذلك بأحياء بئر الشفا، والجنبورية، والعوامة الشرقية، والبرانس، وبوحوت، والرهراه، والدرادب، ومغوغة، وطنجة البالية، وأرض الدولة. كما يتعلق الأمر ببناء مؤسسة مرجعية للتعليم الأولي (4 مليون درهم) بحي بئر أحرشون بجماعة بني مكادة، ومركز للتعليم والتربية غير النظامية (5ر1 مليون درهم) بحي ظهر القنفوذ بنفس الجماعة. ويعكس إنجاز هذه المشاريع التربوية الاهتمام الخاص الذي يوليه جلالة الملك، أيده الله، للتعليم، كقاعدة أساسية لترسيخ القيم الاجتماعية القائمة على الاعتدال والوسطية، وتكريس روح المواطنة الصادقة التي تقوم على الممارسة الديمقراطية المسؤولة. وستساهم هذه المشاريع في القضاء على الأمية وتعميم التعليم الأولي، كشرط لا محيد عنه لضمان تكافؤ الفرص في الاستيعاب المبكر للأدوات التي تحقق النجاح في متابعة الدراسة. وستمكن مختلف المشاريع التي أطلقها جلالة الملك، اليوم، من تغيير مظهر طنجة بشكل كامل، ووضعها في سياق جديد لمدينة مستدامة محورها العنصر البشري وضمان رفاهيته.