أعلن "الائتلاف من أجل تسوية وضعية المهاجرين" عن تنظيم حملة وطنية، بشعار "ما سميتيش عزي"، للتحسيس والتوعية بتجنب السلوكات والألفاظ المسيئة للمهاجرين الأفارقة بالمغرب. وسيجوب خلال الحملة، أعضاء الائتلاف ومساندو فكرتهم، إلى جانب مهاجرين من دول إفريقية، مجموعة من المدارس وفضاءات المصانع، لنشر الوعي بأهمية تغيير السلوك المبني على الاختلاف في اللون، لما في ذلك من إساءة للشخص المعني باللفظة الميزية، ولما فيه من إساءة للثقافة المغربية المبنية على التعايش مع الآخر بغض النظر عن دينه أو لونه. وقال يوسف حجي، رئيس ائتلاف "الأوراق للجميع" وصاحب فكرة الحملة الوطنية، في تصريح ل"المغربية"، إن الفكرة نبعت من "التأثر بما عاشه المغاربة المقيمون في الخارج، إذ ذاقوا طعم المعاملة المبنية على الميز العنصري، والاستماع إلى تعابير عنصرية مسيئة، استنادا إلى تجربة خاصة، ومما يحكيه المغاربة، خلال عودتهم إلى أرض الوطن في كل عطلة صيفية". وذكر حجي أن المبادرة تأتي لعدم "تكرار مثل هذه الأخطاء، إذ شبه كلمة "عزي" بالكلمات التي توجه إلى المغاربة في عدد من دول الإقامة في الخارج، منها "بونيول"، "مورو"، و"مروكي"، التي أضحت تستعمل في سياقات تبادل السب والقذف، ما يجعل الحملة مناسبة لحماية حقوق الأشخاص الأفارقة المقيمين في المغرب، الذين يمثلون قلة من دول جنوب الصحراء، لا يتعدى عددهم 15 ألف شخص، حسب التصريحات الرسمية". واستدل حجي على وقع كلمة "عزي" باعتراف عدد من الأشخاص الأفارقة المتواصلين مع الائتلاف، أن كثير منهم يتفادون الخروج إلى الشارع في الأوقات التي تتزامن مع خروج الأطفال والتلاميذ من المدارس، لتفادي أن يكونوا ضحية لحظات لعب ولهو الصغار بنعتهم بكلمة "عزي". وأوضح أن الحملة تسعى إلى تصحيح بعض الانزلاقات التي قد يقع فيها بعض أفراد المجتمع، لمسايرة الجهود الرسمية لتصحيح وضعية المهاجرين، ومسايرة المشاريع الاقتصادية والإنسانية التي حظيت برعاية ملكية، وجعلت للمغرب صيتا ووزنا في إفريقيا وباقي دول العالم، ما يستدعي الحفاظ على هذه الجهود، دون التشويش عليها بما يناقضها من سلوكات، سيما أن المغرب يتوفر على علاقات مستقرة ومتميزة مع دول جنوب الصحراء، وباقي دول القارة السمراء". ودعا حجي إلى مكافحة جميع أشكال التمييز ضد الأشخاص الأفارقة، أو من ذوي لون مختلف، من خلال العودة إلى مضامين الثقافة المغربية وإلى الإرث والسلوك الديني، التي تعكس تعايش المغاربة والمسلمين مع جميع الأجناس والألوان وإلى مكافحة العنصرية. وأشار حجي إلى أن المغرب أضحى قبلة لعدد من الأشخاص من دول متفرقة من العالم، ضمنهم إفريقيا، منهم طلبة، ورجال أعمال أو مستثمرون أو طالبو اللجوء، أو يد عاملة.