وقع المهرجان الدولي للموضة بإفريقيا في ثاني لياليه التي تواصلت أمس الخميس بمدينة الداخلة، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، على ميلاد مصممين وعارضي أزياء من المغرب وإفريقيا، بعد أن توجت في اختتام مسابقاتها الخاصة بمختلف مجالات التصميم والموضة، أمهر مصممي الأزياء الشباب ومبتكري الإكسسوارات بما فيها المجوهرات والحرير والجلد. كما اختارت التظاهرة، اعتمادا على لجنة تحكيم متخصصة أفضل عارض وعارضة لسنة 2018. وخطف الجائزة الأولى في فئة المصممين الشباب، المصمم المغربي يوسف الدريسي بتشكيلته التي حملت اسم "late for work"، وقيمتها 35 ألف درهم، إلى جانب فترات تدريبية في مجموعة من أكبر دور الأزياء بالمغرب. واعتبر المصمم الشاب في حديثه مع "الصحراء المغربية" أن نجاحه حافز لبذل جهد مضاعف من أجل تحقيق الشهرة والنجاح في مجال الأزياء. أما المرتبة الثانية فاحتلها المصمم الشاب كافن سانطوني الذي أبدع في تقديم تشكيلة أزياء وردية أبهرت الحضور، وحظي بجائزة مالية بقيمة 25 ألف درهم، أما المركز الثالث فكان من نصيب المصمم الشاب "black" الذي قدم تشكيلة نسائية ورجالية إفريقية بامتياز، غلب عليها اللونين البني والأسود، فحصل على مبلغ 15 لف درهم. وفي فئة تصاميم الإكسسوارات الخاصة بالحلي والمجوهرات، اختارت لجنة التحكيم المكونة من أشهر المتخصصين في مجال الأزياء، المبدع زكريا لونغو، الذي فاز بمبلغ 20 ألف درهم، في حيت توجت المصممة النيجيرية ماريدي من دار وماني أكسيسوري، بجائزة بقيمة المبلغ نفسه عن تشكيلتها الخاصة بالحقائب الجلدية. ولم تغفل التظاهرة تتويج عارضي الأزياء الموهوبين، فاختارت كلا من فاطوماطا كونتي من غينيا، وأكرم أديشوكو من البنين اللذين فازا بمبلغ 20 ألف درهم لكل واحد منهما. وصرح الرئيس المؤسس للمهرجان الدولي للموضة بإفريقيا، النيجري سيدنالي ألفادي سيد أحمد، خلال الحف المذكور، الذي أحياه مجموعة من نجوم الأغنية المغربية والإفريقية، أن التظاهرة خصصت جائزة نقدية لجميع المصممين المشاركين في المسابقة بلغت قيمتها 5 آلاف درهم، إلى جانب دورات دريبية. وأبرز ألفادي، ويعد مصمم الأزياء الوحيد في العالم الذي حظي بلقب "فنان اليونسكو للسلام"، أن هذه الدورة غير المسبوقة تجسد عشرين سنة من العمل الدؤوب لفائدة السلام والثقافة وتنمية القارة الإفريقية، لافتا إلى أن هذا الحدث الفني يعد منصة فريدة للتبادل حول دور الثقافة في تحقيق الاندماج والتقارب بين شعوب القارة. الجدير بالذكر، أن حفل افتتاح المهرجان الذي أقيم يوم الأربعاء الماضي، شعار "الفن والثقافة، ناقلان للاندماج الإفريقي"، قدم في موكب جاب شوارع الداخلة، عروضا مثيرة نالت استحسان ساكنة المدينة. وتواصلت أنشطة المهرجان لتقدم فقرات تنشيطية ومحاضرات، وورشات ومعارض لبيع منتوجات الصناعة التقليدية، فيما تعقد أيضا ضمن فعاليات التظاهرة لقاءات أخرى ستجمع فاعلين ثقافيين ومهنيي السياحة وفنانين وفاعلين اقتصاديين توافدوا على هذا الملتقى من القارات الخمس. ويستضيف المهرجان أيضا الدورة الأولى من معرض "هاسكي" للإبداع والابتكار، الموجه للمهنيين في مجال الموضة والجمال والفن بإفريقيا، حيث سيمكن هذا الفضاء من تسليط الضوء على الفاعلين المهنيين، الذين سيحملون مستقبلا مشعل الإبداع الإفريقي، من خلال تنظيم لقاءات ثنائية حول الأزياء والإكسسوارات والمجوهرات ومستحضرات التجميل.