محمد فنساوي احتضنت أخيرا قاعة محمد الفاسي بوزارة الثقافة بالرباط، الأعمال الجديدة للفنان التشكيلي محمد ثابت. واختار ثابت لمعرضه الفردي، الذي انطلق بدعم من وزارة الثقافة، عنوانا دالا يحمل عنوان "التلاقي". وقال ثابت إن لوحاته تعالج موضوعة التلاقي، التلاقي العاطفي والاجتماعي من خلال الشخصيات التي تؤثث فضاء القماشة، مبرزا أن تجربته الصباغية تتمة لمسار صباغي طويل من المشاركة في المعارض الجماعية، إلى جانب المعارض الفردية على المستوى الوطني والدولي. ويندرج معرض "تلاقي" ضمن الحساسية الجديدة، بحكم أن المبدع من الجيل الجديد من الفنانين الألمعيين الذين رسخوا وجودهم الفعلي داخل المغرب والخارج. جماليا ارتبطت تجربة ثابت الإبداعية بالكثير من الكتابات النقدية، حيث تماهي مع مقتربه البصري عدد مهم من النقاد الجماليين سواء الذين يكتبون بالفرنسية أو العربية، ولا غرو أن نجد اعماله تتصدر بعض الأروقة في الخارج. يجد الزائر بمعرضه الفردي بقاعة محمد الفاسي بوزارة الثقافة جوانب من حياة الفنان اليومية. وحول منجزه الصباغي قالت الباحثة الجمالية والتشكيلية التونسية، دلال صماري، يعيد الفنان كريم ثابت في أعماله إعادة بناء الوعي البصري بصورة منافية لأسلوب التنميط والاستلاب الاجتماعي المفروضة من الواقع القائم، وبهذا يكون الأثر الفني لديه وعدا بالتحرر وهو وعد منتزع من الواقع بالقوة، حيث يتمظهر في الاحتجاج السلمي الذي يوحي به الشكل الجمالي الذي انتهجه الفنان. بأن أظهر عكس ما يعانيه الفرد في حياته اليومية وخلق حالة من البهجة لتحدي هذا الموجود كحركة تمرد تخوضها الذات في نضالها من أجل التحرر من سواد الواقع وإعطاء الشكل الجمالي بعدا متحديا ومنافيا له. الممارسة الفنية لدى كريم ثابت هي لعب متمرد لزرع الأمل والتحرر من إكراهات الظروف المحيطة، وهذا اللعب ليس عبثا بل هو تحدي وسعي للحرية ولنا هنا أن نستحضر مقولة لأنطونيو تابياس “…الرسم هو تركيب لأشكال بصرية في المكان. إنه لعب، ولكن لا نعني باللعب العبث.
ومن هنا نتبين ارتباط التذوق بالانفعال وما يحتكم إليه من طابع ذاتي، فهو لا يقوم على مقتضيات معرفية بل ينتج عن ضرب مما يسميه البعض باللعب الحر للخيال الذي يشترك فيه الفنان والمتلقي. لكن رغم ما تكتسبه الذات من أهمية في تحديد معنى التذوق يبقى حضور العقل ودوره أساسيا في هذا المجال، بماهو الذي يضمن التفكير في الأعمال الفنية واكتشاف الأبعاد التي تنطوي عليها في اتجاه فهم الواقع الذي يعمل الفنان كريم ثابت في هذا الإطار على تقديم تصور له ولمكوناته بصورة جمالية تمكنه من تعرية المظاهر السلبية المحيطة بالإنسان والعمل على تجاوزها بتقديم صورة جديدة حالمة، أساسها كما يقول غادمير اللعب والرمز والاحتفال. وبذلك يكتسي الأثر الفني لدى كريم ثابت مغزى تحرريا انطلاقا من خاصية خلق واقع جديد من صلب الواقع المعيش، واقع بديل مفعم بالأمل.