أدلى عثمان بنجلون، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة بنك المغربي للتجارة الخارجية، ودبلوماسيون صينيون بشهاداتهم حول تطور العلاقات بين المملكة المغربية وجمهورية الصين. واختار عثمان بنجلون أن يتحدث، في افتتاح أشغال الندوة الدولية حول موضوع "مستقبل العلاقات بين المغرب والصين في عالم معولم" اليوم الثلاثاء بالرباط، عن مساره في إدارة الأعمال وعلاقاته التجارية مع الصين، مبرزا أن معاملاته التجارية مع الشركاء الصينيين تمتد إلى سنة 1959 حينما زار الصين رفقة حرمه، لتتقوى بعدها العلاقات التجارية إلى اليوم الذي تحتفل فيه المملكة المغربية وجمهورية الصين بالذكرى 60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما. ونوه عثمان بنجلون بجودة العلاقات مع جمهورية الصين، التي دخلت في علاقات دبلوماسية مع المغرب منذ سنة 1958، وقال إن "العلاقات المغربية الصينية في تطور مستمر، وتتميز بالتفاهم المتبادل والالتزامات المشتركة والرغبة في إرساء شراكة مربحة للطرفين"، مشيرا إلى دخول البلدين، خلال زيارة جلالة الملك للصين سنة 2016، في شراكة استراتيجية تسعى إلى تقوية التعاون الثنائي في جميع القطاعات التي تتوفر على إمكانيات قوية لخلق فرص الشغل، خاصة القطاع، والمالي، والصناعي، والثقافي، والسياحي، والطاقي، والبنيات التحتية. من جهته، نوه لي لي، سفير الصين بالرباط، بالتطور الذي يعرفه المغرب، واعتبر أن المغرب بإمكانه أن يطلع بدور مميز في بناء مبادرة الحزام والطريق، وقال " إن "المغرب يشكل منصة للشركات الصينية للاندماج في سلسلة الإنتاج الدولي"، معتبرا أن مبادرة الحزام وطريق تقدم فرصة حقيقية لتطوير العلاقات، وتقوية توسيع التعاون لبناء شبكة للتجارة والبنية الأساسية تربط آسيا مع أفريقيا وأوروبا على طرق التجارة لطريق الحرير القديم. وشكل انخراط المغرب، في نهاية سنة 2017، في مذكرة التفاهم حول طرق الحرير الجديدة منعطفا جديدا، سواء في العلاقات الثنائية بين المغرب والصين، أو على مستوى العلاقات الثلاثية الصين والمغرب وإفريقيا، والصين والمغرب وأوروبا. وتهدف الندوة إلى تقييم التعاون الثنائي، والتفكير في آفاق أوسع للقارة الإفريقية، من خلال تعزيز المكاسب، والتوجه نحو إطلاق مبادرات مشتركة لتنمية إفريقيا، إذ يعتبر المغرب ثاني أكبر مستثمر في إفريقيا، كما تعتبر الصين هي الشريك التجاري الأول لإفريقيا، وأكبر مستثمر على مستوى القارة. وشدد المتدخلون، من بينهم محسن الجزولي، الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلف بالتعاون الإفريقي، على مواصلة وتعميق الحوار الاستراتيجي الذي انطلق في يونيو 2018 بين المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية ومراكز التفكير الصينية بهدف الإحاطة بكل التحولات الدولية، وتحليل الوضع العالمي المعقد، وتشكيل قوة اقتراحية تخدم المصالح الاستراتيجية لكلا البلدين.