يتوافد على أقسام المستعجلات في المستشفيات العمومية المغربية، أكثر من 6 ملايين شخص، من مختلف الأعمار والمناطق، جلهم من الفئات الضعيفة والهشة، في مقابل توجه الفئات الميسورة والمتوسطة إلى العيادات والمصحات الخاصة. وتشهد بعض أقسام المستعجلات استقبال، ما يفوق 400 مريض يوميا، ويصل الرقم، إلى ما يناهز 700 مريض، خلال فصل الصيف، خصوصا في المراكز الاستشفائية الجامعية والمستشفيات الجهوية، وفقا للمعطيات الرسمية لوزارة الصحة، حول وضعية عمل المستعجلات في المغرب. وتبعا لذلك، تقدم أقسام المستعجلات نصف خدمات المستشفى العمومي، ب 10 في المائة من مواردها البشرية فقط، ما دفع بأناس الدكالي، وزير الصحة، في جوابه عن أسئلة البرلمانيين، في جلسات سابقة، إلى التأكيد عن أن الوضعية، تتطلب تحفيز الموارد البشرية فيها والعمل على الرفع من عددها. وتتسبب وضعية الضغط الممارس على المصالح الاستعجالية، في خلق حالات من الضغط المتواصل على المهنيين العاملين في هذه الأقسام، وفي إثارة تصرفات وسلوكيات غير مقبولة من جانب المرضى أو مرتفقيهم، تضيف معطيات وزارة الصحة. وللنهوض بهذه الوضعية، عملت وزارة الصحة على برمجة العديد من الإجراءات الهادفة إلى تنظيم وإعادة هيكلة مسلك المستعجلات الطبية، منها دمج جميع وظائف المستعجلات الطبية بدءا من الحراسة الطبية وانتهاء بخدمات الإنعاش المتخصصة، وفقا للمعطيات الرسمية لوزارة الصحة. ويندرج ضمن الإجراءات ذات الأولوية، أيضا، اقتناء سيارات إسعاف حديثة إضافية في الأفق القريب، مع تعزيز القدرات التكوينية للمهنيين العاملين في مختلف أقسام المستعجلات من أطباء وممرضين وتقنيي النقل الصحي بالتكوينات والتداريب الملائمة في أفق مهننة كاملة لهذه الفئات، واستكمال منظومة المساعدة الطبية المستعجلة، مع اعتماد مخطط التعجيل باستكمال المخطط الوطني للمستعجلات الطبية للمستشفيات الجهوية على الصعيد الوطني. ويأتي ذلك، موازاة مع إحداث 15 مصلحة للمستعجلات المتنقلة والإنعاش على مستوى مختلف جهات المملكة للتكفل بالمرضى والحوامل وضحايا حوادث السير ونقلهم إلى المستشفيات المرجعية لتلقي العلاجات الضرورية. كما تراهن وزارة الصحة على اعتماد نظام الطب الاستعجالي قبل الاستشفائي، وجعله في متناول المواطنين في كل الأوقات وموزعة على كافة التراب الوطني، موازاة مع تأهيل وتجهيز العشرات من أقسام المستعجلات بالتجهيزات البيوطبية الضرورية، وتوفير أربع مروحيات للنقل الصحي في أربع جهات كبرى، وهي الشرق، مراكش والعيون والساقية الحمراء وطنجة-تطوان.