قال عمر عزيمان، رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي إن «تكوين الأساتذة مسألة حاسمة بالنسبة إلى مستقبل منظومتنا التربوية .» وأضاف عزيمان، في كلمة في افتتاح جلسة استماع وتفاعل، مساء أول أمس الأربعاء، بمقر المجلس، حول «مشروع تكوين مدرسي المستقبل بالتعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي التأهيلي » المعُد من قبل وزارة التربية الوطنية، أن أي إصلاح وأي تأهيل لا بد أن يمر عبر المدرسين، ولا يتأتى بلوغ أهدافه دون انخراطهم الفعلي، ولا يمكنه أن يسير على السكة الصحيحة ويعطي ثماره المنتظرة دون تملكهم له. وأكد عزيمان أن جعل المدرسة المغربية قادرة على الاضطلاع الأمثل بالوظائف المناطة بها يبدأ، أولا وقبل كل شيء، بتمكين الأساتذة من تكوين أساس تأهيلي متين، ومن تكوين مستمر ملائم وميسر. وشدد رئيس المجلس على أن هذه المسألة أضحت اليوم بمثابة توجه ناظم وفعلي، وتحدي أفقي أمام تحقيق جودة التعلّمات في المغرب وعبر العالم. ولهذه الغاية، يضيف عزيمان، جعل المجلس الأعلى للتربية من تكوين المدرسين وتأهيلهم في صدارة ركائز إصلاح المنظومة التربوية، كما جعلت الرؤية الاستراتيجية من تكوينهم الرافعة الحاسمة والفاصلة في أوراش الإصلاح. وأردف قائلا » ما فتئنا نؤكد في كل مناسبة على أننا حتا لو كنا مجبرين جدلا على التخلي عن جميع رافعات الإصلاح فنحن نتمسك قطعا بالرافعة المرتبطة بإصلاح مهنة التدريس .» من جهته، أكد سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، أن ما يزيد من ملحاحية إصلاح نظام التكوين الأساس أهمية، ويكسبه بعدا استراتيجيا حاسما، الأعداد الهائلة من المدرسين الذين سيلجون المنظومة التربوية خلال أمد الإصلاح، إذ من المرتقب تكوين وتوظيف أزيد من 200 ألف مدرسة ومدرسما بين 2015 و 2030 ، أي تجديد حوالي 80 في المائة من الطاقم الإجمالي الحالي لهيئة التدريس، «وهو ما يضعنا أمام تحد كبير، وفي الوقت ذاته، أمام فرصة سانحة يتعين اغتنامها ». وذكر الوزير أن نظام التكوين الحالي يعاني مجموعة من النواقص الأساسية، منها عدم كفاية المدة الزمنية التي يستغرقها التكوين الأساس للمدرسين، والتي لا تكاد تتجاوز سنة واحدة، ونقص في تمكّن الخريجين من المعارف والمهارات والكفيات البيداغوجية والمنهجية في مواد التخصص، وضعف تمكنهم من كذلك من الكفايات المهنية الضرورية لممارسة المهنة، وتمفصل غير كاف بين المضامين التكوينية بالمسالك الجامعية والمستلزمات البيداغوجية لتصريف المنهاج الدراسي بسلكي التعليم الابتدائي والثانوي. وانطلاقا من هذا التشخيص، يضيف أمزازي، يحاول «مشروع تكوين المدرسين »، تقديم أجوبة ملموسة عن مختلف التعثرات والاختلالات القائمة، التي تحد من جودة نظامنا التكويني. وأوضح الوزير أن المنظور الجديد لتكوين هيئة التدريس يرتكز على مسار تكويني متعدد المداخل، ومتكامل الأبعاد، يمتد على مدى خمس سنوات كاملة، تنطلق من تزويد المترشحين للمهنة، والذين سيتم انتقاؤهم بناء على معايير محددة، بالمعارف الأكاديمية على مستوى الجامعات بسلك الإجازة التربوية، قبل ولوج المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين من أجل تنمية الكفايات المهنية للأجيال الجديدة من المدرسات والمدرسين، ليتم بعد ذلك صقل كفايتهم العملية من خلال تكوينات تطبيقية تنجز بالتناوب بين المؤسسات التعليمية والمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين.