تم مساء الجمعة، برحاب المدرج الكبير التابع لمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات بالرباط، تتويج الفائزين بالمسابقة النهائية لنيل جائزة محمد السادس الوطنية في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده. وخلال أمسية دينية أقيمت في إطار «ليلة القرآن » المنظمة من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بمناسبة شهر رمضان الكريم، تحت شعار «إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين »، فاز المقرئ عبد الله الزهاني، مرشح المندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية للوزارة بمكناس، بالمرتبة الأولى في فرع الحفظ الكامل للقرآن الكريم مع الترتيل. وأحرز المقرئ أسامة الخلطي، مرشح المندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية لجهة الدارالبيضاء الكبرى، المرتبة الأولى في فرع التجويد مع حفظ خمسة أحزاب على الطريقة المشرقية ، فيما فازت المقرئة فرح البقالي، مرشحة المندوبية الإقليمية للوزارة بمدينة الخميسات، بالمرتبة الأولى في فرع التجويد مع حفظ خمسة أحزاب على الطريقة المغربية. كما تميزت هذه الأمسية بمنح جائزة أفضل البرامج الإذاعية والتلفزيونية التي تعنى بالقرآن الكريم، والتي آلت للإعلامي عدنان زهار، الخطيب والواعظ التابع للمجلس العلمي لمدينة الجديدة، عن برنامجه الذي يبث على إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم، تحت عنوان «جواهر من القرآن الكريم .» وفي كلمة بالمناسبة، أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، أن من شأن إحياء مثل هذه الليالي «إدخال النور إلى القلوب »، مشيرا إلى تعلق المغاربة، على امتداد الزمن، بكتاب الله حفظا وتجويدا وترتيلا. وفي هذا السياق، أوضح الوزير أن تجليات عناية المغاربة بالقرآن الكريم تظهر في «حفظ بلاد غرب الإسلام من أمور عظيمة كانت ستقع لأهلها، لولا تعلقهم بكتاب الله تعالى، وبمن نزل عليه الكتاب »، محيلا على الأيادي البيضاء «التي تحميه )المغرب( في منعرجات التاريخ الكثيرة »، خصوصا وأن المغاربة لازالوا مستمسكين بكتاب الله، في نهضة دينية مباركة يقودها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وذكر الوزير بدور الكتاتيب القرآنية التي تقارب 14 ألف كتاب قرآني يتخرج منها ما يربو عن «نصف مليون حافظة وحافظ »، مسجلا أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أصدرت في النصف الأول من هذه السنة 227 رخصة لكتاتيب قرآنية، مما يدل على عناية أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالقرآن الكريم وأهله. واعتبارا لدور الإمامة العظمى في حفظ الملة والدين، أحصى التوفيق مكرمات أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ومنها تشييد المؤسسات ذات الصلة، وإحداث الجوائز الخاصة ب »أهل الله وخاصته .» من جهة أخرى، احتفت الأمسية الدينية السنوية «ليلة القرآن الكريم » بحفظة كتاب الله من الساهرين على تعليمه وترتيله، حيث قدمت قراءات مختلفة للقرآن الكريم من قبل مقرئين مغاربة، رجالا ونساء من مختلف الأعمار. وتم أيضا تكريم الشيخ إبراهيم إدبرام، من مدينة سطات، لدوره في تحفيظ القرآن الكريم وهو الذي تخرج على يديه ما يصل إلى ألف حافظ للقرآن الكريم، كما تم الاحتفاء بنجاة سعيدي، محفظة كتاب الله بمدينة الرباط، والتي تخرج على يديها أكثر من مائة حافظة، بالإضافة إلى الاحتفاء بأصغر طفلة حافظة لكتاب الله، وهي خولة ناجيب من مدينة بني ملال. أما في فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، فتم تكريم مبارك الدكالي من اشتوكة أيت باها، المنتمي لمدرسة الإمام البخاري للتعليم العتيق. وعرض خلال هذه الأمسية فيلم وثائقي يتناول دور النساء في الفعل الديني تحت عنوان «كتابة المصحف الشريف بأنامل من ذهب .