بعد مسيرة إعلامية حافلة بالعطاء، رحلت في الساعات الأولى من صباح أمس الأربعاء، الإعلامية المغربية المعروفة، مارية لطيفي، التي ووري جثمانها الثرى بعد صلاة عصر الاربعاء بمقبرة الشهداء بالرباط في جنازة مهيبة حضرها أهلها وذووها وثلة من الإعلاميين الذين عملوا مع الراحلة بالقناتين الثانيةم( دوزيم) والقناة الرابعة. توفيت لطيفي، التي شغلت منصب مديرة القناة الرابعة بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة لسنوات طويلة منذ سنة 2004 ، بعد عملها منذ سنة 1993 في القناة الثانية )دوزيم(، بعد صراع طويل مع مرض ألزمها الفراش في الأسابيع الأخيرة من حياتها. واشتهرت لطيفي في المجال الإعلامي، وانطلق مسارها بعد نيلها الإجازة في اللغة الفرنسية وآدابها، حيث ولجت المدرسة العليا للأساتذة وتخرجت أستاذة في السلك الثاني، قبل أن يتم اختيارها ضمن 12 شخصا للسفر إلى فرنسا على أساس الانخراط في «تكوين المكونين »، بتواز مع ذلك، التحقت بجامعة السوربون وحضرت دبلوم الدراسات المعمقة في السمعي البصري، وبعد ذلك حضرت دكتوراه الدولة في الجامعة ذاتها، وكذلك المدرسة العليا للدراسات بفرنسا وأنجزت بحثا عن «سيمولوجية السينما » وبحثا آخر حول «السيمولوجيا السمعية البصرية ». بعد عودتها إلى المغرب اشتغلت لطيفي منسقة وطنية للمراكز التربوية الجهوية باللغة الفرنسية، قبل أن تلتحق سنة 1993 بالقناة الثانية، التي كانت تبحث عن منشط أو صحافي لبرنامج أدبي، لإنجاز برنامج عبر شركة إنتاج، شاركت الراحلة في البرنامج الذي تم تحضيره كان اسمه »Prévus« وهو مجلة أسبوعية تقدم المؤلفات الفرنسية، واستمرت هذه التجربة سنة ثم اشرفت من بعد على مجلة ثقافية اسمها «نظرات » وكانت تجمع ما بين التأليف وقضايا الفكر والأدب، واستمر لسبع سنوات، وبعد مجيء نور الدين الصايل للقناة الثانية بدأت تتعامل مع القناة مباشرة، وأهم ما ميز هذه المرحلة هو تجربة «نماذج ». وفي سنة 2004 ، عينها الحبيب المالكي في لجنة «القيادة » المكونة من أطر وزارة التربية الوطنية ووزارة الاتصال والتلفزة المغربية، لإخراج مشروع القناة الرابعة.