قررت الغرفة الجنائية لدى استئنافية البيضاء، أمس الخميس، تاجيل محاكمة توفيق بوعشرين، مدير نشر يومية "أخبار اليوم" وموقع "اليوم 24" إلى الخميس المقبل بسبب وضعه الصحي. ولاول مرة يكشف دفاع بوعشرين أن موكله يعاني مرض السكري، وأنه طول المدة الزمنية التي اخذتها الجلسة اصابه العياء والارهاق، وأنه لم يتناول طعام الغداء، ولا يمكنه ان يتابع الجلسة ومناقشتها. وكان دفاع بوعشرين التمس من المحكمة ان تمكنه من التخابر معه خلال الاستراحة لأنه بعد رفع الجلسة يأخده رجال الامن إلى مكان الاحتجاز ولا يمكنهم من التواصل معه، او ابقاه داخل قاعة الجلسات ليتمكن من التخابر معه. وعبر دفاع المشتكيات والمصرحات عن عدم اعتراضه على طلب دفاع المتهم لكونه ملتمس انساني يتعلق بصحته وبحقه كمتهم، واسند للمحكمة أمر اتخاذ القرار في ذلك، على ان يكون اجل التاخير يراعي مصلحة جميع الاطراف. ووقع جدل آخر بين دفاع المتهم والطرف المدني "المشتكيات والمصرحات" بسبب التاخير حيث التمس دفاع المشتكيات التاخير لاسبوعين نظرا للالتزامات المهنية لبعض المحامين، في حين اعتبر دفاع المتهم أن هذا تعطيل لعمل المحكمة لكون المحكمة اعتبرت الملف جاهزا للمتاقشة ولكون دفاع المتهم جاهز أيضا. وعقب دفاع المشتكيات معترضا على ما قاله دفاع المتهم معتبرا أن ضياع اكثر من 4 ساعات في مناقشة حول شهادة طبية تقدم بها دفاع المتهم، لا علاقة لها بموضوع القضية، هو ايضا ضرر حول الدفاع لضحية بدوره، ملتمسا احترام حقوق الضحية ومساواتها مع خقوق المتهم من اجل الوصول للحقيقة. من جانبه لم يعترض الوكيل العام على تاخير الجلسة مدام التبرير هو الوضع الصحي للمتهم، لان النيابة العامة حريصة على الامن الصحي للمتهمين وايضا الامن القضائي والنسائي، مطالبا باحترام قرار المحكمة باعتبار جاهزية القضية، والتاكد من هوية المتهم وعرض التهم المتابع بها عليه. وقال الوكيل العام إن النيابة العامة توازي بين جميع الاطراف حتى لا يظن المتهم أنها تمارس دورها الكلاسيكي لأنها طرف مع القانون فقط وليست ضده او ضد احد. وشرعت المحكمة في التأكد من هوية بوعشرين، الذي سمع صوته لاول مرة داخل الجلسة، وكان خافتا ووهنا، حتى ان القاضي قال له إن المحكمة ستتلي عليه معلوماته الشخصية المضمنة في الملف وعليه فقط تاكيدها او نفيها، كما صرح بسوابقه القضائية وهي 3 سوابق، ادين فيها بثلاثة أشهر وستة أشهر موقوفة التنفيذ في قضيتين تتعلقان بجرائم الصحافة وسابقة ثالثة ادين فيها ابتدائيا بالحبس موقوف التنفيذ في قضية تتعلق بالنصب والاحتيال وانها مازالت رائجة امام القضاء . وكانت المحكمة في بداية الجلسة رفضت ملتمسين تداولت بشأنها الاول متعلق باعمال مادة متعلقة بجرائم الجلسات والثاني اعفاء المصرحة عفاف برناني من الحضور أمام المحكمة. وقررت استدعاء المصرحات الثلاثة المتخلفات عن جلسة اليوم، تحت اشراف الوكيل العام، في حين طلب من الدفاع مساعدته في حضور المشتكيات إلى الجلسة المقبلة. كما عرفت جلسة امس حالتي اغماء في صفوف المشتكيات اد اغمي على اثنين منهن داخل قاعة الجلسات ونقلتا على عجل إلى المستسفى لتلقي العلاج.