رفع قاضي ملف توفيق بوعشرين، جلسة محاكمته صباح اليوم الخميس بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، دقائق بعد انطلاقها، بعدما تحولت القاعة إلى ساحة للصراخ وتبادل الاتهامات بين دفاع الطرفين. واتهم النقيب محمد زيان إحدى المشتكيات بتزوير شهادة طبية من أجل عدم الحضور إلى جلسة المحاكمة، دون أن يسميها، ما جعل إحدى محاميات المشتكيات تتدخل وتتهم زيان بممارسة الإرهاب ضد "الضحايا"، وذلك أثناء مناداة القاضي على المطالبات بالحق المدني والمصرحات. وتعرضت إحدى المشتكيات للإغماء بسبب كلام زيان، حيث استدعى الوكيل العام سيارة إسعاف لنقلها إلى المستشفى بعد رفع الجلسة، فيما أوضح محامي المشتكيات جواد بنجلون، أن الأمر يتعلق بمشتكية وضعت طفلها مؤخرا ولازلت نفساء. تبادل الاتهامات بين الطرفين سرعان ما تحول إلى مشادات كلامية، اتهم خلالها زيان المحامية المذكورة بأنها "كاذبة ومزورة" وفق تعبيره، وهو ما أثار فوضى داخل قاعة الجلسة، معتبرا أن الضحية الوحيد في الملف هو بوعشرين. المحامي بنجلون، قال في تصريح للصحافة، إن "دفاع بوعشرين يحاول التشويش على الجلسة"، داعيا إلى "عدم إرهاب المشتكيات، خاصة وأنهم متأثرين أصلا بما وقع لهن"، محملا المسؤولية إلى النقيب زيان، الذي وصفه بأنه "يسيء لمهنة المحاماة وأن شغبه لا يترك المحاكمة تستمر"، على حد قوله. وحضرت جلسة محاكمة اليوم، 4 مشتكيات من أصل 9، وهن خلود الجابري وأسماء حلاوي ووداد ملحاف وسارة المرس، فيما غابت كل من نعيمة الحروري وابتسام مشكور وأمل هواري وكوثر فال وصفاء زروال. وعن جانب المصرحات، حضرت كل من عفاف برناني ومرية مُكريم وآنسة بداح، بينما غابت حنان بكور ووصال الطالع، هذه الأخيرة قدم عنها زيان شهادة طبية باللغة الألمانية تبرر غيابها عن الجلسة. وآثار وضع المطالبات بالحق المدني في قاعة أخرى بالمحكمة، احتجاج النقيب زيان، الذي طالب بحضورهن داخل القاعة، فيما اعتبر ممثل النيابة العامة أن وضع المشتكيات في قاعة مجاورة يهدف إلى حمايتهن وفق القانون، حسب تعبيره.