أطلق منتدى الزهراء للمرأة المغربية بشراكة مع وزارة العدل خلال ندوة صحفية نظمت، أول أمس الخميس بالرباط، مشروع "مبادرة الكرامة" لوقف العنف والاستغلال الجنسي للنساء. وفي هذا السياق قالت سمية بنخلدون، رئيسة المجلس الإداري للمنتدى، "آن الأوان لنقول بصوت واحد: كفى من العنف ومن التحرش ضد النساء"، مؤكدة أن المنتدى سيطلق حملة تحسيسية واسعة لبلوغ هذا الهدف المتمثل في وقف العنف وكل أنواع التحرش الجنسي ضد المرأة. واعتبرت بنخلدون أن تنامي العنف ضد النساء في المغرب "ظاهرة مقلقة"، موضحة أن من بين الأسباب التي تفاقم هذه الظاهرة استمرار وترويج مفاهيم مغلوطة عن التعامل مع المرأة وفق ثقافة شعبية مجانبة لمقاصد النص الديني. وأضافت أن إطلاق مشروع "مبادرة الكرامة" يأتي انطلاقا من إيمان مسؤولات منتدى الزهراء للمرأة بالمؤهلات التي يتوفر عليها المنتدى، حيث يشرف على شبكة جمعوية تضم 120 جمعية نسائية موجودة في كافة جهات المملكة، وتشتغل في الوساطة الأسرية. وأكدت رئيسة الجمعية أن الهدف العام من وراء إطلاق مشروع "مبادرة الكرامة"، هو تعبئة جهود المنتدى ومكونات المجتمع المدني من أجل المساهمة الفاعلة في مكافحة العنف ضد النساء والاتجار بالبشر، وخاصة الاستغلال الجنسي. ومن جهته أبرز إدريس نجيم، مستشار وزير العدل، أن الحملة التي أطلقها منتدى الزهراء للمرأة، بدعم من وزارة العدل، ستمكن لا محالة من ترسيخ الوعي بأهمية حقوق المرأة، باعتبارها جزء أساسيا من منظومة حقوق الإنسان، مشيرا إلى أنها إضافة قوية في العمل الجمعوي، إلى جانب عمل المؤسسات الوطنية في مجال مكافحة العنف ضد النساء. وأكد نجيم أن مكافحة العنف لا تحتاج فقط إلى حملات تحسيسية، بل هي في حاجة إلى برامج من أجل محاصرته، مضيفا "إذا كان العنف ضد النساء ظاهرة بشرية موجودة منذ القدم، فإنه يجب التصدي له بحزم بالقوانين والتشريعات ونشر الوعي والثقافة". وأوضح المسؤول نفسه أن التربية على حقوق الإنسان هي المدخل الأساس لاحترام حقوق المرأة، ذلك أن ترسيخ الوعي بأهمية هذه الحقوق الحاملة للقيم السامية ينعكس في مواقف الجماعات والأفراد، ويرفع مستوى الوعي الحقوقي لدى مختلف شرائح المجتمع. وحسب أرقام صادرة عن تقرير مكتب الأممالمتحدة سنة 2016، فإن ظاهرة العنف ضد النساء في المغرب سجلت تناميا، إذ بلغ عدد النساء اللواتي تعرضن للعنف في الأماكن العامة 2.4 مليون امرأة، بينما تشير معطيات وزارة العدل، لسنة 2014، إلى أن العنف ضد النساء ارتفع من 54.8 في المائة إلى 63.3 في المائة.