في ظرف يومين، جرى توجيه الدعوة إلى موهبتين كرويتين مغربيتين في المهجر، للعب بألوان منتخب بلد الاستقبال عوض البلد الأصل المغرب ويتعلق الأمر بيونس بنومرزوق، لاعب جوفنتوس الإيطالي، الذي تلقى دعوة من الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، للالتحاق بالمنتخب لأقل من 18 سنة، في أفق المشاركة في المباراة الإعدادية ضد ألمانيا، وبمنير الحدادي، لاعب نادي برشلونة، الذي استدعاه لويس دي لافوينتي، مدرب المنتخب الإسباني لأقل من 19 سنة، للمشاركة في المباراة الإعدادية أمام هولندا الشهر المقبل. وليست هذه المرة الأولى، التي نعاين فيها وجود اسم مغربي ضمن أحد منتخبات القارة العجوز، إذ سبق لخالد بلحروز، وإبرهيم أفلاي، والبكاي بوشيبة، وإدريس بوستة، وعثمان بقال، أن اختاروا اللعب للمنتخب الهولندي، وياسين الغناسي، وناصر الشاذلي، ومروان فلايني الدفاع عن ألوان المنتخب البلجيكي، وعادل رامي، ويونس قابول اللذين فضلا المنتخب الفرنسي... لا شك أن تفضيل هذه الأسماء اللعب لمنتخبات بلد المولد على المنتخب الوطني يعود في جزء كبير منه إلى سوء تدبير اللعبة الأكثر شعبية في العالم ببلدنا، من خلال غياب مشروع كروي حقيقي، يروم في كليته "إغراء" هذه المواهب لاختيار منتخب بلد الآباء والأجداد، وكذا المشاكل، التي تتخبط فيها الجامعة الملكية المغربية، والتي تتجلى بصورة واضحة في صعوبة انتخاب رئيس لها، وبالتالي دخول الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، أكبر جهاز دولي على الخط، من خلال رفض قرارات الجمع الأخير، المنعقد شهر نونبر الماضي. ويزداد التفريط في هذه الجواهر الكروية، التي تتلألأ في سماء الدوريات الأوروبية، مع غياب ناخب وطني قار، يكون في الوقت الحالي قريبا من وضع التشكيلة النهائية التي سيشارك بها المغرب في نهائيات كأس إفريقيا للأمم، التي ستنظم ببلادنا مطلع السنة المقبلة، خاصة أن الجماهير تتطلع كثيرا إلى عدم ضياع هذه الفرصة، للوصول إلى منصة التتويج للمرة الثانية بعد عام 1976 بإثيوبيا، وبالتالي عدم تكرار سيناريو عام 1988، عندما نظم المغرب هذه الدورة، لكنه اكتفى بالمركز الرابع. ولعل هذه الأمور مجتمعة، هي التي دفعت بنومرزوق، الذي سبق له أن تألق مع المنتخب المغربي للناشئين السنة الماضية، سواء في كأس إفريقيا بالمغرب، أو كأس العالم بالإمارات العربية المتحدة، إلى القول عبر حسابه بالتويتر "لقد أقدمت على اتخاذ قراري وفق رؤية احترافية... إنه قرار نهائي يخص مستقبلي الاحترافي، ربما ستتفهمون يوما اختياري هذا، أو ربما ستقومون بانتقادي، ولكن لا بأس، المستقبل كفيل بالكشف عن مدى صواب القرار". وكذا بنعطية الذي أكد في تصريح لصحيفة "ليكيب" الفرنسية، في رده على قرار الناخب المؤقت حسن بنعبيشة إبعاده عن المباراة الودية ضد الغابون الأسبوع المقبل بمراكش،"منذ خمس سنوات، وأداؤنا لا يرقى إلى مستوى ما نتوفر عليه من إمكانيات. نعم، أرغب في أن يكون لدينا مشروع حقيقي، إننا نملك لاعبين جيدين، ما ينقصنا على وجه التحديد، ناخب يستطيع إخراج أفضل ما لدينا من أجل أن نظهر في نهائيات كأس إفريقيا ببلادنا بوجه مشرف".