اعتبر عدد من الفاعلين الاقتصاديين، المشاركين في الدورة الثالثة لمنتدى المقاولين المغاربيين، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن الإسراع بتكوين المغرب العربي رهين بتقوية التجارة البينية والاستثمارات المغاربية، وتقوية الإنتاج المغاربي. وأضاف هؤلاء الفاعلون، الذين يمثلون البلدان المغاربية الخمسة، في تصريحات ل"المغربية"، أن المنتدى، المنظم من طرف الاتحاد العام لمقاولات المغرب، باسم الاتحاد المغاربي للمشغلين، يهدف إلى الدفع بالاندماج الاقتصادي لاتحاد المغرب العربي. وأوضحوا أن المبادرة المغاربية للتجارة والاستثمار من أجل تكثيف التبادل بين البلدان الخمسة، تسعى إلى إذابة الجليد بين البلدان المغاربية في المجالات الاقتصادية والتجارية، وإعطاء دفعة جديدة لمسلسل بناء اتحاد المغرب العربي المتعثر، بمناسبة مرور 25 سنة على توقيع معاهدة الاتحاد في 17 فبراير1989، خصوصا بعد مصادقة المجلس الإداري للاتحاد المغاربي لرجال الأعمال، أخيرا، على مسودة المبادرة خلال اجتماعه الأخير بمدينة الدارالبيضاء. وأشاروا إلى أن الاتحاد المغاربي للمشغلين، الذي أنشئ في 17 فبراير 2007 بمراكش، بتوجيه من اتحاد المغرب العربي، يتوخى تطوير المبادلات بين الأقطار المغاربية، بهدف سن دينامية جديدة لاقتصادات البلدان الأعضاء، كما يتجلى هدفها في المساهمة في خلق وتطوير تجمع اقتصادي جهوي بمقومات تفاوضية أقوى مع التكتلات الاقتصادية الخارجية. ويعتزم الاتحاد المغاربي لرجال الأعمال، خلال مؤتمره بمراكش، مناقشة العديد من القضايا ضمنها التكلفة الاقتصادية التي تتحملها البلدان المغاربية نتيجة تعثر بناء اتحاد المغرب العربي، وسبل إنجاح الاندماج الجهوي، وفرص ومعوقات الاستثمارات بين الدول المغاربية من خلال شهادات وتجارب حية، والتقارب الجمركي والجبائي بين الدول المغاربية، وسبل إنعاش التجارة البينية وتنميتها عبر شبكات الأعمال والعلاقات التجارية. ويحتفي المنتدى الثالث للمقاولين المغاربيين، بمرور 25 سنة على توقيع معاهدة إنشاء اتحاد المغرب العربي، من قبل خمس دول، هي المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا. وظهرت فكرة الاتحاد المغاربي قبل الاستقلال، وتبلورت في أول مؤتمر للأحزاب المغاربية بمدينة طنجة في أبريل سنة 1958، الذي ضم ممثلين عن حزب الاستقلال المغربي، والحزب الدستوري التونسي، وجبهة التحرير الوطني الجزائرية. وبعد الاستقلال، كانت هناك محاولات نحو فكرة تعاون وتكامل دول المغرب العربي، مثل إنشاء اللجنة الاستشارية للمغرب العربي سنة 1964 لتنشيط الروابط الاقتصادية بين دول المغرب العربي، وبيان جربة الوحدوي بين ليبيا وتونس سنة 1974، ومعاهدة مستغانم بين ليبيا والجزائر، ومعاهدة الإخاء والوفاق بين الجزائر وتونس وموريتانيا عام 1983، وأخيرا، اجتماع قادة المغرب العربي بمدينة زرالده في الجزائر يوم 10 يونيو 1988، وإصدار بيان زرالده، الذي أوضح رغبة القادة في إقامة الاتحاد المغاربي، وتكوين لجنة تضبط وسائل تحقيق وحدة المغرب العربي. ويهدف الاتحاد المغاربي إلى فتح الحدود بين الدول الخمس، لمنح حرية التنقل الكاملة للأفراد والسلع، والتنسيق الأمني، ونهج سياسة مشتركة في مختلف الميادين، والعمل تدريجيا على تحقيق حرية تنقل الأشخاص وانتقال الخدمات والسلع ورؤوس الأموال بينها.