قال مسؤول محلي سوري إن 600 شخص غادروا وسط حمص المحاصر والخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة يوم الأحد بعد أكثر من عام من الجوع والحرمان الناجم عن حصار طويل الأمد في الصراع المدمر في سوريا. سوريون يغادرون حمص وسط آثار الدمار (خاص) أجلت الأممالمتحدة والهلال الأحمر العربي السوري المواطنين وغالبيتهم العظمى من النساء والأطفال والمسنين في اليوم الثالث من عملية تعرضت خلالها قوافل الإغاثة لإطلاق النار وحوصرت لفترة وجيزة في مدينة حمص القديمة. وقال محافظ حمص طلال البرازي لقناة الميادين التلفزيونية عند نقطة خارج المدينة يتجمع عندها الأشخاص بعد إجلائهم إن العربة الأخيرة وصلت وأصبح العدد الإجمالي 611 شخصا. وأضاف أنه تم إرسال المزيد من المساعدات إلى المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة. وأظهرت لقطات فيديو من داخل حمص عشرات السكان يركضون نحو عشر عربات بيضاء عليها شارة الأممالمتحدة حاملين أمتعتهم. وأمكن سماع دوي أعيرة نارية أثناء وصولهم بأقصى سرعة إلى العربات. وأكد الهلال الأحمر السوري إجلاء نحو 600 شخص، وقال إنه تم إدخال 60 طردا غذائيا وأكثر من طن من الدقيق (الطحين) إلى البلدة القديمة. وقال البرازي ومسؤولون بالهلال الأحمر إنهم يعملون على تمديد العملية لما بعد يوم الأحد وهو آخر يوم في الهدنة الهشة، التي أعلنت في المدينة لمدة ثلاثة أيام وتم خرقها أكثر من مرة. من جهة أخرى، سيطر مقاتلون إسلاميون يقاتلون قوات الرئيس بشار الأسد على قرية علوية في محافظة حماة بوسط البلاد، أول أمس الأحد، في إطار حملة لمحاولة قطع طرق الإمدادات المتجهة من دمشق إلى شمال البلاد. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المقاتلين الإسلاميين قتلوا 25 شخصا في قرية معان أغلبهم من قوات الدفاع الوطني الموالية للأسد. لكن الحكومة قالت إن معظم القتلى من النساء والأطفال واتهمت المقاتلين بارتكاب مذبحة عشية استئناف محادثات السلام في جنيف. وينتمي سكان معان التي تقع على بعد نحو ثمانية كيلومترات شرقي الطريق السريع الرئيسي الذي يربط شمال سوريا بجنوبها للأقلية العلوية التي ينتمي لها الأسد أيضا. ومعظم المقاتلين الذين يسعون للإطاحة بالأسد من الأغلبية السنية يدعمهم جهاديون من أجزاء مختلفة من العالم الإسلامي. وقالت وزيرة الشؤون الاجتماعية كندة الشماط للتلفزيون السوري إن هذه "المذبحة" ليست الأولى وأضافت أن هجمات مماثلة جرت خلال الصراع الذي بدأ منذ أكثر من ثلاث سنوات، وأن العالم الخارجي يتجاهلها. ومضت تقول إن الحكومة السورية تشعر بإصرار المجتمع الدولي بما في ذلك المشاركون في محادثات جنيف على تحويل الاهتمام إلى مناطق لا تعاني بنفس الدرجة التي تعاني بها هذه المناطق. ومضت تقول إن الحكومة للأسف لا تسمع إدانة من أي منظمة دولية للمذابح التي تجري في تلك القرى. وأظهرت لقطات فيديو نشرت، أول أمس الأحد، مقاتلا من المعارضة يؤدي الصلاة فوق مبنى بلدي بعد السيطرة على معان وهو واحد من عدة مواقع في حماة استهدفها مسلحو المعارضة في الأيام القليلة الماضية. وأظهر تسجيل فيديو آخر جثة مقاتل موال للأسد. وقال المرصد إنه تم إجلاء معظم النساء والأطفال من القرية قبل السيطرة عليها. وقال المرصد إن في معارك أخرى في حماة قتل 20 من قوات الأمن وقوات الدفاع الوطني يوم السبت حين فجر مقاتل من جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة سيارة عند نقطة تفتيش في قرية الجلمة. وأضاف المرصد أن 12 من مقاتلي المعارضة قتلوا في اشتباكات في مناطق بشرق وشمال وغرب ريف حماة. وقتل أكثر من 130 ألف شخص بينهم مدنيون ومقاتلون من المعارضة ومن قوات الأسد، خلال الصراع الذي بدأ منذ أكثر من ثلاث سنوات.