عقد وزير السياحة لحسن حداد أول أمس الجمعة بمراكش، لقاء عمل مع ممثلي السلطات المحلية ورؤساء المجالس المنتخبة والمصالح المكلفة بإنعاش المجال السياحي، حول تحسين البيئة السياحية للمدينة الحمراء. وخلال هذا الاجتماع، الذي تم من خلاله التركيز على "إستراتيجية الإنتاج"، أعربت السلطات المحلية والمنتخبون على عزمهم الأكيد على التعبئة من أجل تضافر الجهود إلى جانب المهنيين من أجل تحسين البيئة السياحية للمدينة. وبعد أن نوه بالمكانة ومستوى علامة مراكش على الصعيد الدولي، أكد وزير السياحة على أهمية النهج التشاوري الذي تبناه الفاعلون بالمنطقة والذي مكن من الإبقاء على الدينامية والتعبئة لمكانة مراكش باعتبارها وجهة سياحية رائدة بالمغرب، فضلا عن الرغبة في استقطاب أزيد من خمسة ملايين سائح في أفق 2020. وأعرب الوزير عن سعادته بتحقيق الهدف الوطني ل10 ملايين سائح في 2013 مع تحسن ملموس في عدد الوافدين وليال المبيت، بالرغم من كون المدخول المالي لا يتماشى مع هذه الانتعاشة. وأكد، في هذا السياق، أن "استراتيجية الانتاج" الموضوعة ستساعد بالتأكيد في المساهمة في تحسين مداخيل القطاع السياحي. ومن جهته، وفي عرض حول مخطط عمل ل"استراتيجية الانتاج"، أكد رئيس المجلس الجهوي للسياحة بمراكش حميد بن الطاهر أن المدينة الحمراء تعرف إشعاعا غير مسبوق وحصلت في السنوات الأخيرة على عدة جوائز دولية. وأسرد في هذا الصدد عددا من الأمثلة من بينها جائزة "المكان الأكثر شعبية لقضاء العطلة بالمدينة، من قبل هوليداي تشيك" ( 2013)، و"مراكش وجهة السنة لشهر العسل من قبل لونيلي بلانيت" (2014)، مذكرا، أيضا، أن حلول العلامات التجارية الدولية سوف يساهم في إثراء وتنويع العرض. وأضاف أنه لهذا الغرض فإن كافة المتدخلين من سلطات محلية ومنتخبين ومهنيين، مدعوون إلى رفع التحدي لجعل مراكش إحدى الوجهات السياحية ال 20 على الصعيد العالمي، وذلك بتعزيز العروض العائلية علاوة على تقوية مكانة المدينة في الجانب المتعلق بالأصالة والثقافة الحية. أما نائب رئيسة المجلس الجماعي للمدينة، السيد عدنان بن عبد الله، فقد أبرز، من جانبه، أن تعزيز وجهة مراكش يستدعي انخراط كل الفاعلين سواء في القطاع العام أو الخاص، مشيرا إلى أن النهج التشاركي الذي تبناه المجلس مع كافة الفاعلين مكن من تحديد الأولويات بتشاور وثيق مع المجلس الجهوي للسياحة. ومن جهة أخرى، تمت طمأنة الفاعلين السياحيين على أن الأنشطة المتعلقة بتحسين البيئة السياحية للمدينة برمجت من قبل مجلس المدينة للمدى القصير والمتوسط. وفي هذا الصدد، تقرر القيام بالعديد من الأنشطة من بينها إحداث وإعادة تأهيل المراحيض العمومية بأهم المسارات السياحية ، وإعادة تجديد عقد تنظيف المدينة ابتداء من شهر مارس 2014، وخلق أكشاك " الاستقبال والإعلام" ، فضلا عن أنشطة أخرى تهم مسارات سياحية بالمدينة القديمة والمدار الحضري وإعادة الاعتبار للساحات العمومية بالمدينة. وقد قدم المهندس المعماري لإعداد مشروع تهيئة حديقة الزيتون "غابة الشباب" كريم عشاق، الخطوط العريضة لهذا المشروع الطموح الذي سيمكن مراكش من التوفر على قطب بيئة- سياحة- تنشيط. وفي هذا السياق، نوه والي جهة مراكش تانسيفت الحوز، عبد السلام بيكرات، بالعمل المنجز من طرف كافة الفاعلين بالمدينة، مهنيين ومنتخبين، من أجل تطوير المجال السياحي بالجهة. وأشار إلى أنه سيعمل على تعبئة كافة المصالح المعنية لدعمهم ومواكبتهم. ومن جهته، ذكر رئيس مجلس جهة مراكش تانسيفت الحوز، أحمد التويزي، بالغنى السوسيو ثقافي للمنطقة، مؤكدا على ضرورة جعل الميزانية المخصصة لصندوق إنعاش هذا القطاع، تسخر لاستقطاب أسواق جديدة، والتفكير في نمط لتدبير المآثر التاريخية يكون في مستوى التطلعات مدينة مراكش.