أشرف صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، بعد ظهر أول أمس الخميس، مرفوقا بوزير الدفاع الفرنسي، جان إيف لودريان، بمدينة بريست (شمال غرب فرنسا)، على تدشين الفرقاطة متعددة المهام "محمد السادس"، حيث قام سموه بزيارة مختلف هياكل ومرافق الفرقاطة (مقصورة القيادة، الجسر، مركز العمليات...). (ماب) وقبل ذلك، ترأس صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، مرفوقا بوزير الدفاع الفرنسي، جان إيف لودريان، بعد ظهر اليوم نفسه بمدينة بريست، مراسم التوقيع على وثيقة نقل ملكية الفرقاطة متعددة المهام "محمد السادس" إلى البحرية الملكية. ووقع وثيقة نقل ملكية الفرقاطة الرئيس المدير العام لإدارة بناء السفن والأنظمة، باتريك بواسيي، والكونتر أميرال محمد لغماري، مفتش البحرية الملكية. وقال الرئيس المدير العام لإدارة بناء السفن والأنظمة في كلمة بالمناسبة إن هذه الإدارة فخورة لتصميمها وبنائها لفائدة المغرب لواحدة من أفضل الفرقاطات في العالم، مضيفا أن هذه الفرقاطة هي الثانية ضمن سلسلة من اثنتي عشرة وحدة تم تصميمها وبناؤها من قبل المجموعة، لفائدة البحريتين الفرنسية والمغربية، وتتمتع بمستوى التجديد التكنولوجي والصناعي نفسه، على غرار تلك الموجهة للبحرية الفرنسية. وأكد أن الفرقاطة متعددة المهام "محمد السادس" تعتبر من بين الفرقاطات الأكثر تطورا على المستوى التكنولوجي، والأكثر تنافسية في السوق. وأضاف أن هذه الفرقاطة تتميز فضلا عن أدائها الاستثنائي، بطابع خاص، ذلك أن المغرب هو البلد الوحيد بعد فرنسا الذي اختار هذه الفرقاطة متعددة المهام التي ستصبح أكبر وأقوى قطعة بحرية حربية للبحرية الملكية. وأعرب عن تقدير بلاده وفخرها لثقة المغرب، خاصة أن هذه الفرقاطة تحمل اسم صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مبرزا أن الشراكة المتعلقة بإنجاز هذه الفرقاطة، تشكل مرحلة جديدة في مسار العلاقات المتميزة بين المغرب وفرنسا. من جهته، أكد وزير الدفاع الفرنسي أن البحريتين المغربية والفرنسية حققتا قفزة نوعية بهذه الفرقاطات متعددة المهام، مشيرا إلى أن هذه القطع البحرية ذات القدرة الكبيرة على التحمل تتيح عبر طاقمها المحدود قدرات عملياتية فريدة. وقال إن المغرب كتب من خلال اقتناء هذه الفرقاطة "صفحة جديدة في تاريخنا المشترك" ستمكنه من الاستفادة من القدرات التكنولوجية والتجربة الميدانية للبحرية الفرنسية، مؤكدا أن هذه الفرقاطة تعتبر أول قطعة بحرية من هذا الصنف يتم تسليمها لبلد صديق. وبعد أن ذكر بأن المملكة تعد منذ 2008 أول شريك في البرنامج المتعلق ببناء مثل هذا النوع من السفن، أبرز وزير الدفاع الفرنسي أن نقل ملكية هذه الفرقاطة يجسد جودة العلاقات التي تجمع البلدين في مجال الدفاع. كما ذكر الوزير الفرنسي بإرسال المغرب لتجريدة عسكرية مهمة إلى جمهورية إفريقيا الوسطى، مؤكدا أن هذه المساهمة في استعادة استقرار بلد يمر بأزمة سياسية وإنسانية عميقة تبرهن على تشبث المغرب واهتمامه بأمن القارة الإفريقية. وقال في هذا الصدد إن فرنسا المنخرطة في إيجاد تسوية لهذه الأزمة ممتنة للدعم المهم الذي يقدمه للمغرب. وتتمتع الفرقاطة متعددة المهام "محمد السادس"، التي يبلغ طولها 142 مترا وعرضها 20 مترا، بقدرة ذاتية من 6000 ميل بحري حتى 15 عقدة، فيما تصل سرعتها القصوى إلى 27 عقدة وحمولتها إلى ستة آلاف طن. كما تتميز الفرقاطة، التي تعد من السفن ذات التكنولوجيا العالية والأكثر تنافسية في السوق، بالخصوص، بطاقمها المحدود العدد الذي لا يتجاوز 108 عناصر، وبطاقتها الاستيعابية (145 رجلا وامرأة)، وبتوفرها على المواصفات التكنولوجية والصناعية المخصصة للبحرية الوطنية الفرنسية نفسها. وكان في استقبال صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد لدى وصوله إلى مقر المنطقة البحرية لبريست، جان بيير لابون، رئيس المنطقة البحرية نائب الأميرال. وبعد تحية العلم على نغمات النشيدين الوطنيين المغربي والفرنسي، استعرض صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد تشكيلة من البحرية الفرنسية أدت التحية. إثر ذلك، تقدم للسلام على صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، الرئيس المدير العام لإدارة بناء السفن والأنظمة، باتريك بواسيي، ورئيسة لجنة الدفاع بالجمعية الوطنية الفرنسية، باتريسيا آدم.