أخرجت أسعار الشقق سكان المدينة القديمة بالدارالبيضاء للاحتجاج، أول أمس الاثنين، لمطالبة شركة "صوناداك"، المكلفة بالمشاريع العقارية المحددة لإعادة إيوائهم بتخفيضها من 20 مليون سنتيم إلى 10 ملايين سنتيم (أيس بريس) فيما أكد مسؤول من الشركة أن الأسر التي خضعت لإحصاء سنة 1989 استفادت من إعادة إيوائها في شقق مقابل 7 ملايين سنتيم، واستفاد الأبناء المتفرعون، في حالات الأسر المركبة، من شقق مقابل 20 مليون سنتيم. وعلمت "المغربية" أن عددا من سكان درب المعيزي، ودرب كاشبار، ودرب بوطويل، ودرب باشكو، ودرب حمان، نظموا مسيرة سلمية أول أمس، في اتجاه مقر شركة "صوناداك" بالدارالبيضاء، لمطالبتها بتحديد أسعار في المتناول، عوض السعر الذي حددته في عشرين مليون سنتيم. وقال حميد الهداني، أحد سكان الدور الآيلة للسقوط بالمدينة القديمة، في تصريح ل"المغربية" إن الشركة وعدت، الأسبوع الماضي، ممثلي المتضررين بالتدخل لدى البنوك من أجل تخفيض مبالغ القروض، غير أن الاقتراح لقي اعتراضا من طرف المتضررين، الذين طلبوا تخفيض السعر الإجمالي المحدد للشقق. وذكر الهداني أن الأسر المتضررة اعتبرت المبلغ الذي حددته "صوناداك" للشقق يفوق طاقتها، وأن السعر الممكن هو 10 ملايين سنتيم، وذكر بما صرح به مسؤول بالشركة حول القيمة الإجمالية للشقق المقدرة بحوالي 15 مليون سنتيم للشقة، منها 4 ملايين سنتيم توفرها الدولة. وأضاف الهداني أن هناك مقاولة أخرى محسوبة على شركة العمران قدمت عروضا لأسر من درب عبد الله، ودرب الجران، وبوسبير، لشقق بحوالي 10 ملايين سنتيم للشقة. وجاءت مسيرة الأسر المتضررة من الدور الآيلة للسقوط بالمدينة القديمة، حسب الهداني، في إطار المطالبة بالحوار مع الشركة المكلفة بإعادة إيوائهم في شقق سكنية، بعد عدم الحسم في المقترحات المقدمة الأسبوع الماضي. من جانبه، أكد مسؤول بشركة صوناداك في تصريح ل"المغربية" أن الشركة المحسوبة على العمران تعمل على إعادة إيواء عدد قليل من المتضررين، وتقدم مشروعا ب10 ملايين درهم لأسرة بجميع مكوناتها، بينما تقدم شركة "صوناداك" مقترحا لإعادة الأسرة المتضررة الخاضعة لإحصاء سنة 1989 مقابل 7 ملايين فقط، مع إعادة إيواء أفرادها المتزوجين المتفرعين عنها بعشرين مليون سنتيم. وقال المسؤول نفسه إن 607 أسر، أي 2307 أفراد، رحلوا من الدور الآيلة للسقوط بالمدينة القديمة منذ يوليوز 2012، وأن الترحيل والاستفادة يخضعان لمعايير، تعطى فيها الأولوية للأسرة الأصلية، فيما يظل الخيار للأسرة المتفرعة للعرض الذي تقدمه الشركة. وهناك حالات لأسر مركبة من 3 و4 أسر، يقول المسؤول نفسه، ولا يمكن تفويت الشقق للحالات الأربع بالسعر نفسه، إذ تستفيد الأسرة الأصلية من شقة مقابل 7 ملايين، فيما تستفيد الأسر المتبقية من شقق مقابل 20 مليون سنتيم. وبعد مغادرة مقر "صوناداك"، التقت "المغربية" عبد الغني لكرد، رئيس جمعية الإيخاء والتضامن للتنمية الاجتماعية والثقافية، الذي أكد أن حالات عديدة لأسر تملك دورا آيلة للسقوط، ولم تخضع لإحصاء سنة 1989، تعتبر مبلغ 20 مليون سنتيم للشقة مرتفعا، وتطالب الشركة بإعادة النظر في المبلغ، ومازال الحوار مفتوحا مع "صوناداك" حول ملفاتها.