عبر بعض سكان المدينة القديمة القاطنين بدرب الفصة ودرب حمان ودرب باشكو ودرب المعيزي وغيرها من الأحياء، عن استيائهم من الأخبار التي تروج حول منح 39 شقة للمستفيدين، في أجل غير محدد بدل 350 شقة. اعتبر السكان تأجيل ملف ترحليهم إلى جانب تقليص عدد الشقق الممنوحة في المرحلة المقبلة غير ناجع، في ظل تهالك دورهم وصدور قرارت تمنع إصلاحها. تحدثت "المغربية" خلال زيارتها لبعض الأحياء مع مجموعة من سكان المدينة القديمة، الذين ما فتئوا يؤكدون حاجتهم الملحة إلى استقرار اجتماعي ونفسي يعفيهم من اجترار الخيبة وتلقي الوعود المستمرة، موضحين أنهم كانوا يأملون تعجيل ملف إسكانهم بعدما استفادت مجموعة منهم في وقت سابق. وذكر هؤلاء السكان أنهم الآن ممنوعون من إصلاح وترميم بعض الشقوق والتصدعات في بيوتهم، بعد صدور قرار الإفراغ التي تقصي هذه الأحقية وتخول لهم الاستفادة من مساكن بديلة، غير أنه حسب ما عبر عنه السكان، لم يتأت لهم أي حل يغنيهم عن تحمل الإكراهات النفسية، خشية أن يستمر انتظارهم طويلا. وأفاد السكان أنه كان واردا ترحيل بعضهم في شهر يناير الماضي ليؤجل الأمر إلى شهر مارس الحالي، لكنهم غير متفائلين بهذا التأجيل، خاصة أنهم لم يتلقوا أدنى إشارة تفيد بحتمية إسكانهم في وقت قريب. وأوضح السكان أن التأجيل المستمر وتقليص عدد الشقق المزمع تسليمها، شوش على حياتهم، في ظل المعاناة التي يكابدونها وسط دور متهالكة ومتقادمة، مشيرين إلى أنهم سئموا أوضاعهم، ما يرجح إمكانية خروجهم للاحتجاج في حالة عدم توصلهم بضمانات، قصد تسليط الضوء من جديد على واقعهم الاجتماعي الذي وصفوه ب"القاسي". كما أكد السكان أنهم لم يتوانوا عن طرق أبواب بعض المسؤولين للاستفسار عن مستجدات ملف إسكانهم، غير أنهم لم يحصلوا على أجوبة مقنعة ومبشرة، خاصة بعدما أخبروا بأن إصلاح بيوتهم غير ممكن نهائيا، بعد صدور قرارات الإفراغ بدعوى تهالك الدور وتقادمها، مقابل تعويضهم بمساكن بديلة. وما تزال عدة أسر تقيم في "مركز عين البرجة" و الملعب الرياضي "العربي بن مبارك"، والمؤسسة التعليمية "الحنصالي"، في انتظار تخلصهم منها، بعد منحهم الشقق البديلة، ما دفع هذه الأسرة إلى القول إنهم "يتطلعون إلى العيش في ظروف مريحة، بمنأى عن التعقيدات والمشاكل". تجاوب إيجابي في سياق ترحيل سكان المدينة القديمة إلى شقق تتميز بمعايير بناء سليمة ومضبوطة، كان "المختبر العمومي للدراسات والتجارب"، المكلف بتحديد الدور الآيلة للسقوط، يجري أبحاثا حول الدور المتهالكة بشكل كبير قصد إفراغها من مساكنها وتعويضها بغيرها. وحدد لوائح مختلفة على شكل دفعات، لتسهيل مهام نقل السكان المتضررين من الدور المتصدعة، حسب ما ذكره بعض السكان ل"المغربية" أثناء توضيحها لإجراءات المعتمدة في إعادة إسكانهم. كما استفاد أفراد الأسر القاطنة مؤقتا بالملعب والمؤسسات التعليمية وغيرها برعاية خاصة لتوفير حمايتهم وحاجياتهم كالتطبيب وعلاج الأطفال والمسنين، في وقت تكلفت الملحقة الإدارية الثانية للا الياقوت، بكل التدابير المعمول بها في نقل الأسر المعنية، ضمانا لنجاح عملية إعادة إيوائها. خاصة بعدما عبرت هذه الأسر عن استجابتها لقرارات الملحقة، في إطار التعاون والتشارك لتفعيل الترحيل من دور سكنية متقادمة تهدد حياة قاطنيها. ووفقا لما أفاد به السكان، فإن الظروف التي مرت بها عمليات نقل الأسر مؤقتا إلى الملعب والمؤسسات التعليمية، خلت من المشاكل والخلافات، بعد اقتناع السكان بضرورة التجاوب الإيجابي مع التدابير الجارية لتمكينهم من مساكن بديلة، لهذا فالسكان عازمون اليوم على أن تستأنف السلطات المعنية عمليات ترحيلهم بعد تمكينهم من الشقق المزمع توزيعها عليهم. وحسب ما أفاد به السكان فإن ترحيلهم انبنى على اختيار أكثر المنازل تهالكا، ثم تلاه معيار الأسر التي عدد أفرادها أكبر من غيرها، ما جعل الشقق الموزعة عليهم تختلف من حيث المساحة والسعر، إذ هناك شقق بمساحة 50 مترا مربعا بقيمة 7 ملايين سنتيما، وشقق بمساحة 64 مترا مربعا بسعر 13 مليون سنتيم. من جهة أخرى، اتصلت "المغربية" بأحد المسؤولين في شركة "صونداك" لمعرفة ملابسات تأجيل منح الشقق، حسب ما يروج بين السكان المتضررين من الدور القديمة. غير أن تكرار الاتصال لم يؤد إلى جواب يوضح ل"المغربية" رأي الشركة في الموضوع، في إشارة إلى أن المستفيدين استحسنوا في وقت سابق، خلال استفادة بعضهم من عمل الملحقة الإدارية، وكذا عمالة مقاطعات آنفا، وشركة "صونداك"، عند تسوية ملف السكن لمجموعة من أسر المدينة القديمة، وهي سابقة بالنسبة لهم، بعدما تحملوا عناء الخوف من إمكانية موتهم تحت الركام.