أوضح تقرير سري للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة حصلت رويترز على نسخة منه أن إيران أوقفت معظم أنشطتها النووية المثيرة للجدل، حسب اتفاقها مع القوى العالمية الست وهو ما جعل الاتحاد الأوروبي يوافق على تخفيف بعض العقوبات المفروضة عليها. وزير الخارجية الإيراني وكاترين آشتون (خاص) ذكر التقرير أن إيران بدأت في تخفيف تركيز مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة وهي النسبة التي جعلتها تقترب من اكتساب القدرة على إنتاج وقود يمكن أن يستخدم في تصنيع قنبلة ذرية. وقالت الوكالة إن إيران مستمرة في تحويل بعض من هذا المخزون إلى أكسيد لإنتاج وقود للمفاعلات ما يجعل المادة أقل ملاءمة لأي محاولة لإنتاج قنابل. وتقول إيران إن برنامجها النووي مخصص بالكامل للأغراض السلمية. وسوف تقوم الوكالة بدور محوري في التحقق من وفاء إيران بالاتفاق المؤقت بالحد من تخصيب اليورانيوم مقابل تخفيف بعض العقوبات الدولية التي ألحقت أضرارا بالغة بالاقتصاد الإيراني، الذي يعتمد على مبيعات النفط. ولدى الوكالة فعليا فريق أو فريقان يتألف كل منهما من مفتشين اثنين على الأرض في إيران في كل أيام العام للتحقق من عدم تحويل أي مواد نووية، لكن ذلك العدد سيزداد بشكل كبير الآن. وقال كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تيرو فارجورانتا، إن وجود المفتشين في إيران "سيتضاعف تقريبا" لمراقبة تطبيق اتفاق إيران مع القوى العالمية. وأضاف للصحافيين في تأكيد لتقرير نشرته رويترز يوم الجمعة أن العمليات الإضافية للوكالة سوف تتكلف نحو ستة ملايين أورو سيتعين على الدول الأعضاء بالوكالة توفير معظمها. وقال فارجورانتا نائب المدير العام للوكالة المسؤول عن عمليات التفتيش النووي إن عمل الوكالة للتحقق من تنفيذ إيران للخطوات المتفق عليها سار "على نحو جيد جدا...تمكنا من أداء عملنا بطريقة فعالة للغاية". وقال مبعوث إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية رضا نجفي إنها كانت "بداية جيدة" وإن طهران تتطلع لتخفيف العقوبات المفروضة عليها. وبشكل منفصل قال دبلوماسيون في بروكسل إن الاتحاد الأوروبي وافق يوم الاثنين على تعليق بعض العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران في إطار الاتفاق النووي. ويشمل القرار إجراءات منها تخفيف القيود على التجارة في البتروكيماويات والمعادن النفيسة والتأمين على شحنات النفط، ومن المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ في وقت لاحق يوم الاثنين. وجاء في تقرير الوكالة للدول الأعضاء "الوكالة تؤكد أنه اعتبارا من 20 يناير 2014 ... توقفت إيران عن تخصيب اليورانيوم فوق خمسة في المائة ... في وحدتي أجهزة الطرد المركزي بمحطة تخصيب الوقود التجريبية والوحدات الأربع بمحطة فوردو لتخصيب الوقود، التي كانت تستخدم في السابق لهذا الغرض". وكان التقرير يشير إلى محطتي التخصيب الإيرانيتين في نطنز وفوردو. ووحدات أجهزة الطرد المركزي هي شبكات متصلة في ما بينها لأجهزة الطرد المركزي، التي تقوم بتخصيب اليورانيوم. وقامت إيران بتخصيب اليورانيوم إلى نسبة تركيز 20 في المائة منذ أوائل 2010 ما أثار مخاوف الغرب بشأن طبيعة برنامج طهران النووي. وفي حين توقف هذا النشاط الآن ستواصل إيران إنتاج اليورانيوم لمستويات أقل وبنسبة تخصيب تصل إلى خمسة في المائة بموجب الاتفاق النووي مع القوى العالمية الست وهي الولاياتالمتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، والصين، وروسيا. وأشار تقرير الوكالة إلى إجراءات أخرى وافقت عليها إيران بموجب الاتفاق النووي.