تعرف مناطق بني ملال وباقي أقاليم جهة تادلة أزيلال، تنوع المعاصر بين التقليدية والعصرية، ويشهد موسم عصر الزيتون رواجا يدوم حوالي 5 أشهر في السنة، ويوفر يد عاملة مهمة، في إطار توفير الزيت الطبيعية التي تقبل على استهلاكها عدد من الأسر المغربية. لمعاينة مراحل استخراج زيت الزيتون، زارت "المغربية" معصرة عصرية بمحيط إقليمبني ملال، يقصدها العديد من المواطنين من بني ملال ومن باقي المناطق المغربية لشراء الزيوت. يشكل قطاع الزيتون الزراعة المستقبلية في أقاليم الجهة بكل من بني ملال والفقيه بن صالح وأزيلال رغم طابعه الجبلي، وهو الزراعة التي تهيمن بشكل كبير على فلاحة الجهة، ويستقطب يدا عاملة وافرة، وهو القطاع الذي يلاقي الاهتمام الأكبر من لدن فلاحي المنطقة، وموسمه يدوم أكثر من خمسة شهور. ورغم قلة المنتوج في هذا الموسم الفلاحي، إلا أن ذلك لم يمنع مستهلكي الزيوت من إعطاء الأولوية لهذه المادة، والتوجه إلى معاصر الزيتون، بعد شراء المادة من أجل طحنها. وما زالت مناطق الجهة ببني ملال ومحيطها وباقي أقاليم جهة تادلة أزيلال، تعرف تنوع المعاصر بين التقليدية والعصرية. وفي هذا الإطار قامت "المغربية" بزيارة معصرة عصرية بمحيط إقليمبني ملال، التي يقصدها العديد من سكان مدينة بني ملال لشراء الزيوت، التي حددت أثمنتها في حدود 40 درهما للتر الواحد. وبعد التجوال في فضاءات المعصرة، تتبعنا عمليات الطحن والعصر منذ دخول مادة الزيتون إلى المعصرة عبر الواجهة الخلفية، وترتيب الانتظار حسب المواعيد، لتبدأ عملية الإعداد بالغسل وإدخاله في سلاسل آلية بعد إفراغه في حاوية يصعد منها عبر سلسلة حديدية آلية تفرزه وتنقله نحو المعصرة، حيث تتم عملية الإفراغ داخل طواحن تشتغل كهربائيا لتقوم بعملية الطحن والعصر، بعد استبدال دوائر من الدوم، وينساب الزيت عبر قنوات خاصة ليعبأ في حاويات وأوعية كبيرة مهيأة لأصحابها. أما الزيوت التي يتم عصرها وتخص المعصرة، فمنها ما يعد في قارورات وقنينات خاصة بالبيع، ومنها ما يصب مباشرة في أقبية إسفلتية تحت الأرض، ويفرغ فيها بعيدا عن أشعة الضوء وحفاظا على طراوتها، حسب تعبير أحد العاملين بالمعصرة، وتركه هناك مدة طويلة للعودة إليه في أوقات خارج فترة نضج الزيتون من أجل بيعه، وإعداده للزبائن الذين يرتادون المعصرة على مدار السنة.