أفاد بعض المبصاريين "المغربية"، أن السوق التجارية الوطنية تشهد عرضا وافرا من زجاج النظارات صينية الصنع، تتصف بجودة رديئة، تشكل خطرا على الصحة البصرية لفئة عريضة من المواطنين. وقال هاشمي بلال، عضو المكتب الجهوي للنقابة الجهوية للمبصاريين في سلا، إن بعض بائعي النظارات يزاولون مهنة المبصاريين دون الحصول على تكوين أكاديمي ومهني، ويزودون زبناءهم بنظارات شمسية وأخرى طبية، تحتوي على زجاجات ذات جودة ضعيفة أو رديئة، يزيد عليها الإقبال، بفضل رخص ثمنها، وعدم تمييز المرضى بينها وبين ذات الجودة المطلوبة لسلامة البصر. وأوضح بلال، في تصريح ل"المغربية"، أن زجاجات النظارات رديئة الجودة تتسبب في مشاكل صحية، على رأسها تعجيل الإصابة بأمراض الرؤية وضعفه في سن مبكرة، ومشاكل في الرؤية، وتعرض العين لاحمرار وآلام شديدين، وآلام مستمر في الرأس. وأضاف أن الزجاجات رديئة الجودة تنفث مادة ضارة، تتسبب في حساسية بالعين ومحيطها، محذرا من الآثار السلبية لهذه النوعية من الزجاج. أما النظارات الشمسية رديئة الجودة، فإنها تتسبب في زيادة دخول الأشعة فوق البنفسجية إلى العين، ما ينتج عنه الإصابة بداء الزراق أو "الكلوكوم"، وضعف البصر القريب، وظهور الجلالة، أو ما يعرف بالمياه البيضاء، وأمراض بشبكية العين. وذكر بلال أن شريحة عريضة من هؤلاء المبصاريين يتزودون بهذه النوعية من زجاجات النظارات من موردين يستوردون هذه المادة من الخارج، سيما من الصين. لكنه استدرك أن "الصناعة الصينية تتوفر على زجاجات خاصة بالنظارات الطبية والشمسية من نوعية وجودة عالية، تتوافق ومعايير السلامة الصحية المطلوبة والمتعارف عليها، إلا أن فئة من المستوردين المغاربة يوجهون طلباتهم إلى الزجاجات ضعيفة الجودة، لثمنها المشجع بالنسبة إليهم". وذكر بلال أن من علامات رداءة هذه النوعية من الزجاجات في النظارات الشمسية، تراجع قدرتها على صد وعكس الأشعة فوق البنفسجية، وفقدانها للشفافية وتعرضها للتعرية وفقدان بعض مكوناتها. أما الزجاجات الطبية، فتتعرض لتشوه، بفعل تعرضها لحرارة الشمس، ناهيك عن عدم مراعاة معايير المركز البصري للمريض، أو ما يعرف بالاصطلاح المهني، عند تقطيع الزجاج قبل وضعه على إطار النظارات. وأكد المتحدث أن ذلك يحدث بسبب غياب إطار قانوني منظم لمهنة المبصاريين، ما يتيح استمرار هذه الممارسات من قبل غير المهنيين، الذين ولجوا المهنة دون سند علمي، ويمارسون خارج احترام قواعد السلامة الصحية للمرضى، وبالتالي، يلجأون إلى المواد الأولية الأقل كلفة لاستمالة المرضى، الذين يقبلون عليها بسبب ضعف قدرتهم الشرائية، وجهلهم بقواعد التمييز بين الجيدة والرديئة.