انطلقت، أول أمس الثلاثاء، بمسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء، الدورة التاسعة للمسابقة الدولية لنيل جائزة محمد السادس في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده وتفسيره بمشاركة 50 متنافسا من 36 بلدا إلى جانب المملكة المغربية. وأوضح أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، في كلمة بالمناسبة، أن تنظيم هذه الجائزة يبرز العناية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بالقرآن الكريم وأهله. وأشار أيضا إلى العناية التي توليها الوزارة لكتاب الله من خلال إصدار كتاب يحمل عنوان "حمل القرآن ونشره في المملكة المغربية"، الذي يتناول أوجه اهتمام المملكة المغربية بالقرآن الكريم تدريسا، وتحفيظا، وترتيلا، وتجويدا، وطبعا، ونشرا عبر الإذاعة والتلفزة. وقال إن هذا الكتاب يتضمن عدة محاور منها تحفيظ القرآن الكريم في مؤسسات التعليم العتيق وفي المجالس العلمية المحلية وبرنامج محو الأمية بالمساجد والمؤسسات السجنية، بالإضافة إلى العناية بتلاوة القرآن وتجويده من خلال قراءة الحزب بعد صلاتي المغرب والصبح في مساجد المملكة. وتابع الوزير أن هذا العمل يتطرق، على الخصوص، إلى العناية بنشر المصحف، من خلال إحداث مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف، التي تطبع ما يقارب مليون نسخة سنويا من المصحف المحمدي الشريف. من جهة أخرى، أكد على أهمية المولود الجديد المتمثل في "معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية"، الذي يعنى بعلوم القرآن الكريم، موضحا أن هذا المعهد سيعمل على تخريج نخبة من العلماء في الدراسات القرآنية. وأعلن أن الجمعيات التي تعنى بحفظ القرآن الكريم بالمملكة مدعوة إلى التصريح بعملها في مجال تحفيظ القرآن لدى الوزارة، لتزكيتها والترخيص لها بذلك ولكي تعمل على مواكبتها بالدعم. وتتضمن الجائزة، التي تنظمها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، فرعين، يتعلق الأول بالحفظ الكامل للقرآن الكريم مع التجويد وتفسير الجزءين السابع عشر والثامن عشر، في ما يتعلق الفرع الثاني بحفظ خمسة أحزاب مع التجويد وحسن الأداء. يشارك في هذه الدورة، التي ترأس حفل افتتاحها أحمد التوفيق، بحضور رؤساء المجالس العلمية، وأعضاء لجنة التحكيم، وعدد من المقرئين وشخصيات من العالم الإسلامي، أربعة متسابقين مغاربة إلى جانب متنافسين من عدة بلدان، منها الجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا ومصر والسعودية والسودان وفلسطين والكويت وتشاد وسلطنة عمان ولبنان والبحرين وقطر واليمن وماليزيا وباكستان والسينغال وجزر القمر ونيجيريا وإفريقيا الوسطى وكوت ديفوار وبروناي وغامبيا وأندونيسيا وتركيا وتشاد والبنين وروسيا. و ذكر محمد جميل مبارك، رئيس لجنة تحكيم الدورة، أن الغاية من هذه المسابقة، التي تحمل اسم صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تهدف بصفة خاصة إلى العناية بالقرآن الكريم، وربط الناشئة والشباب وتشجيعهم على حفظه وتمثله في مختلف جوانب حياتهم. تجدر الإشارة إلى أن هذه الدورة، التي تستغرق عدة أيام، ستعرف تنظيم أمسية قرآنية يتم خلالها الإعلان عن نتائج المسابقة بعد عصر غد الخميس، فضلا عن زيارة الوفود المشاركة لكل من مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف ومسجد الحسن الثاني