تجمع بين المغرب وقطر علاقات أخوية تعززها الزيارات المتبادلة بين قيادة البلدين، وإذ تعد زيارة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الأولى منذ توليه مقاليد الحكم في دولة قطر، فإنها تأتي لتؤكد استمرار تبادل الزيارات بين قيادتي البلدين منذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وفي ما يلي جرد للزيارات الملكية إلى قطر وزيارات أمير قطر السابق إلى المغرب: زيارة جلالة الملك إلى الدوحة في يونيو 2002 كانت أول زيارة لجلالة الملك محمد السادس، نصره الله إلى الدوحة بعد تولي جلالته عرش أسلافه المنعمين، في يونيو 2002، واستغرقت يومين. وكان في استقبال صاحب الجلالة في مطار الدوحة الدولي أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وعقدت جلسة المباحثات بين الجانبين تركزت على العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها، بالإضافة إلى بحث القضايا الإقليمية والدولية، وآخر المستجدات على الساحة الفلسطينية في ضوء الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الشعب الفلسطيني. وحظيت المباحثات باهتمام دولي كبير لأنها جمعت بين قائدي بلدين يتوليان مهام عربية جديرة بالاهتمام، إذ يترأس جلالة الملك لجنة القدس، في حين كان أمير قطر السابق يتولى آنذاك رئاسة الدورة لمنظمة المؤتمر الإسلامي. وكانت الزيارة الملكية حدثا تاريخيا في العلاقات بين البلدين، لأنها الأولى لقطر، كما أنها جاءت بعد أيام قلائل من انعقاد اللجنة العليا المشتركة في دورتها الأولى برئاسة وزيري خارجية البلدين. زيارة أمير دولة قطر السابق لمراكش في أكتوبر 2005 في أكتوبر من العام نفسه زار المملكة أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، حيث أجرى محادثات مع صاحب الجلالة في مدينة مراكش حول جميع الاحتمالات التي قد تنجم عن تعرض العراق لضربة أمريكية محتملة آنذاك، وتداعيات ذلك على المنطقة العربية والعالم. كما تناولت المحادثات القطرية المغربية الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وتصعيد إسرائيل من عملياتها العسكرية ضد الفلسطينيين. وأكد وزير الخارجية قطر السابق الذي شارك في المحادثات إن هناك تنسيقا بين الرباطوالدوحة في العديد من القضايا بسبب رئاسة المغرب في شخص جلالة الملك محمد السادس، ورئاسة قطر للدورة الحالية لمنظمة المؤتمر الإسلامي للجنة القدس. وأضاف أن ذلك الوضع أضفى بعدا على المحادثات التي وصفها بالإيجابية. زيارة رسمية لأمير دولة قطر السابق لطنجة في يوليوز 2005 وصل أمير دولة قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني يوم 7 يوليوز 2005 إلى مدينة طنجة فى زيارة رسمية للمغرب استغرقت يومين في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين المغرب وقطر. وأجرى جلالة الملك مع ضيف المملكة أمير دولة قطر السابق محادثات تناولت القضايا العربية والدولية ذات الاهتمام المشترك، إلى جانب تعزيز العلاقات بين البلدين في مجالات التجارة والمال والاستثمار. وجسدت الزيارة والمباحثات النقلة النوعية التي شهدتها العلاقات الثنائية القطرية المغربية في شتى المجالات تمثلت أساسا في تشكيل اللجنة العليا المشتركة والعمل على الاجتماع في إطارها بشكل دوري، إذ عقدت اللجنة قبل تلك الزيارة في دورتين متتاليتين تمخضت عنهما اتفاقيات مكنت الفاعلين سواء في دولة قطر أو المملكة المغربية من خلق العديد من أشكال التعاون في جميع الميادين. زيارة أمير دولة قطر السابق للرباط في نونبر 2011 حل أمير دولة قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، يوم 24 نونبر 2011، بمدينة الرباط، في ثالث زيارة رسمية، وهي الأولى لمدينة الرباط، وشهدت الزيارة التوقيع على عقد إنشاء شركة مشتركة مغربية قطرية لاستثمار مليارين ونصف مليار دولار، حيث اتفقت قطر القابضة التابعة لجهاز قطر للاستثمار وصندوق الأجيال الكويتي، الذي تديره الهيأة العامة للاستثمار التابعة لصندوق أبوظبي للثروة السيادية مع الصندوق المغربي للتنمية السياحية على ضخ المبلغ المذكور للاستثمار في صندوق أطلق عليه وصال كابيتال. وجرى خلال الزيارة ذاتها التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون السياحي بين المغرب وقطر، ومذكرة تفاهم للتعاون السياحي بين البلدين، وعلى مذكرة تفاهم في مجال التعدين بين المملكة المغربية ممثلة في المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، وقطر ممثلة في شركة قطر للتعدين، وعلى بروتوكول إضافي لاتفاقية تنظيم استخدام العمال المغاربة الموقعة سنة 1987. واطلع جلالة الملك وضيفه على مشروعين سياحيين تقرر إنجازهما في ورزازات وأوكيمدن، الأول منتجع سينمائي ويتضمن إقامة مجموعة من الفنادق والإقامات السكنية، والأستوديوهات السينمائية ومتحف سينمائي ومركز للأنشطة السينمائية وملاعب للغولف ومرافق متعددة. أما مشروع أوكيمدن فهو منتجع سياحي للتزلج ويتضمن إنجاز فنادق ومدينة عتيقة ومركز للندوات ومركب سينمائي ومطاعم وملاعب للغولف وإقامات سياحية. زيارة جلالة الملك للدوحة في أكتوبر 2012 حل صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالدوحة يوم 19 أكتوبر 2012، في زيارة عمل إلى دولة قطر، واستهلت هذه الزيارة بحفل الاستقبال الرسمي، الذي أقامه صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر٬ بالديوان الأميري في الدوحة٬ على شرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ مرفوقا بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد. إثر ذلك، أجرى صاحب الجلالة مباحثات مع أمير دولة قطر، تناولت بالخصوص، علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين وسبل تدعيمها وتطويرها في مختلف الميادين. كما تطرق قائدا البلدين إلى التطورات الأخيرة التي تشهدها المنطقة٬ خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والأزمة السورية. وبهذه المناسبة٬ أقام صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مأدبة غداء رسمية على شرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ مرفوقا بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد. وعلى هامش هذه الزيارة، انعقد بالدوحة اجتماع مغربي قطري موسع٬ على مستوى المستشارين والوزراء٬ شكل مناسبة لأعضاء الوفد المغربي، حيث قدموا خلالها المشاريع التنموية ذات الأولوية على المستوى الوطني، وهي المشاريع التي أقر الجانب القطري بنجاعتها واستمرارية مردوديتها، سواء على المدى المتوسط أو البعيد. وضم هذا الاجتماع الموسع عن الجانب المغربي٬ مستشاري صاحب الجلالة عمر عزيمان٬ وزليخة نصري٬ وفؤاد عالي الهمة٬ وياسر الزناكي٬ إلى جانب كل من وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني٬ ووزير الاقتصاد والمالية، نزار بركة٬ ووزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش٬ ووزير التجهيز والنقل، عزيز رباح٬ ووزير الصحة، الحسين الوردي٬ ووزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، فؤاد الدويري٬ وسفير المغرب في الدوحة، المكي كوان. أما عن الجانب القطري، حضر هذا الاجتماع، يوسف حسين كمال، وزير الاقتصاد والمالية٬ ومحمد بن صالح، وزير الطاقة والصناعة٬ وخالد بن محمد العطية، وزير الدولة للشؤون الخارجية٬ وناصر بن عبد الله الحميدي، وزير الشؤون الاجتماعية القائم بأعمال وزير العمل بالنيابة، وعبد الله بن خالد القحطاني، وزير الصحة٬ وناصر بن محمد آل فهيد الهاجري، رئيس مجلس إدارة شركة (حصاد الغذائية)، ومحمد بن ناصر الهاجري، مدير إدارة الدراسات والبحوث بالديوان الأميري٬ والسفير إبراهيم عبد العزيز السهلاوي، مدير إدارة الشؤون العربية بوزارة الخارجية٬ وعبد العزيز بن عبد الرحمان السبيعي، سفير دولة قطر في الرباط.