تحت شعار "نقرأ لنعيش المغرب الثقافي" عاشت مدينة أسفي في الفترة ما بين 13 و18 دجنبر الجاري، على وقع فعاليات الدورة الثالثة من المعرض الجهوي للكتاب. نظم المعرض وزارة الثقافة، بشراكة مع ولاية جهة دكالة عبدة، ومجلس جهة دكالة عبدة، والجماعة الحضرية لآسفي، وبتعاون مع اتحاد كتاب المغرب (فرع آسفي)، ومؤسسات وجمعيات أخرى، وسيستمر على مدى أسبوع بفضاء مدينة الثقافة والفنون باسفي. حضر هذا افتتاح المعرض باشا المدينة محمد سوكاكي، نيابة عن والي الجهة والعديد من الفعاليات الثقافية والفنية والجمعوية بالجهة والإقليم، وبالمناسبة ألقى عبد السلام أمرير المدير الجهوي للثقافة بدكالة عبدة كلمته الترحيبية عبر من خلالها عن رغبة المسؤولين بالجهة في أن تكون مدينة الثقافة والفنون، الفضاء الذي يحتضن المعرض، قلبا نابضا بالثقافة والفن بالجهة. وأوضح أن المدينة منذ تدشينها من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس احتضنت العديد من الأنشطة الثقافية والفنية، سواء في المسرح أو الموسيقى ليصل الدور اليوم على الكتاب في معرضه الجهوي الثالث . وأكد المسؤول ذاته، أن المعرض يندرج في إطار برامج وزارة الثقافة الهادفة إلى دعم القراءة والنهوض بقطاع الكتاب وتقريب الكتب والإصدارات من القارئ من خلال احتضان المعرض لمجموعة من دور النشر المحلية والجهوية والوطنية وإعطاء الفرصة للقراء من أجل اللقاء مع المبدعين والكتاب من مختلف المناطق المغربية. فمبادرة تنظيم المعرض الجهوي للكتاب بآسفي لم تكن لتتحقق، حسب المتحدث ذاته، لولا تظافر جهود جميع المسؤولين والفاعلين المحليين وعلى رأسهم ولاية جهة دكالة عبدة، والمجلس الجهوي والمجلسي الحضري لآسفي، بالإضافة إلى فرع آسفي لاتحاد كتاب المغرب ومنتدى آسفي للتنمية والبيئة، والمجتمع والرابطة الفرنسية ومسرح محمد الخامس. من جهته تناول الكلمة باسم فرع آسفي لاتحاد كتاب المغرب، كمال أخلاقي، الذي عبر عن سعادة فرع آسفي بالمشاركة في تنظيم الدورة الثالثة للمعرض الجهوي للكتاب الذي ينظم لأول مرة بآسفي بمدينة الثقافة والفنون، على اعتبار أنها أصبحت الآن فضاء لممارسة الشأن الثقافي بامتياز وبشكله العلمي الحقيقي والمضبوط، موضحا أن المعرض يشكل محطة مهمة في مسار تنشيط المدينة على اعتبار أن تنشيط فعل القراءة وتحبيبها للمواطن المغربي يقتضي من الجميع التعبئة الشاملة للانخراط في المشروع التنموي، الذي يراهن على الإبداع كممارسة يومية متواصلة. وفي كلمته التي ألقاها نيابة عن رئيس مكتب المجلس الحضري لآسفي، عبر عبد الجليل البداوي، عن ارتياحه أولا لتفرد مدينة آسفي بمعلمة ثقافية وفنية رائعة وراقية تشرف أبناء المدينة، وثانيا لأن مدينة الثقافة والفنون قبل أن يتشكل مجلسها الإداري وقبل أن تبدأ بشكل رسمي في أداء رسالتها الثقافية والفنية تعيش حركية ثقافية وفنية بدأت منذ مدة. وأوضح أن هذه الحركية تدل على أن هناك مجموعة من المؤشرات والمبشرات توحي بأن مدينة الثقافة والفنون مشتل لكل ما هو جميل على المستوى الثقافي والفني، مشيرا إلى أن المجلس الحضري لآسفي رحب بمبادرة تنظيم المعرض الجهوي الثالث للكتاب وكان سباقا لدعم الفكرة، منذ طرحها المندوب الإقليمي لوزارة الثقافة بآسفي. وفي تصريح ل "المغربية" على هامش حفل افتتاح المعرض الجهوي الثالث للكتاب بآسفي، أوضح الحبيب لصفر، المندوب الإقليمي لوزارة الثقافة بآسفي أن الدورة الثالثة للمعرض الجهوي للكتاب تحط الرحال بآسفي بعد تنظيم الدورتين السابقتين بمدينة الجديدة نزولا عند رغبة العديد من الفعاليات الثقافية المحلية والمهتمين وعلى رأسهم فرع آسفي لاتحاد كتاب المغرب. وقال لصفر إن المعرض الجهوي للكتاب فضاء لعرض الإصدارات الجديدة للجمهور، الذي كان عليه انتظار تنظيم المعرض الدولي للكتاب بالدارالبيضاء ليربط الصلة بالكتاب ناهيك عن أن شرائح واسعة من المواطنين يتعذر عليها زيارة المعرض الدولي. وبالتالي، يقول منذوب وزارة الثقافة بآسفي، يأتي المعرض الجهوي للكتاب ليقوم بهذا الدور ويقرب الكتاب والإصدارات الجديدة من المواطنين، كما أن المعرض يحتفي بالمبدعين والكتاب على المستوى الجهوي، خاصة منهم الذين أصدروا كتبا جديدة، كما أن المعرض يضيف لصفر، سيكون مناسبة للقاء المواطنين مع المبدعين والكتاب من خلال حفلات التوقيع ومن خلال أمسيات الاحتفاء بالكتاب وبالشعراء الزجالين سواء المنتمين للجهة أو بعض الأسماء الوطنية المعروفة ... وللتذكير شهدت هذه الدورة مشاركة أسماء معروفة من عالم الأدب، الفن، والإعلام والنشر، حيث تم الاحتفاء بالشاعر عبد الرفيع الجواهري في أمسية شعرية بمصاحبة ثلاثي العود برئاسة الفنان عبد الحق وردي، كما شكلت التظاهرة مناسبة لفتح نقاش حول حضور الثقافة في الإعلام المغربي عبر ندوة شارك فيها الإعلاميون: اسمهان عمور، وياسين عدنان، وحكيم عنكر. إضافة إلى ندوة أخرى تمحورت حول إشكاليات "كتابة التاريخ المحلي" شارك فيها الباحثون: أبو القاسم الشبري، وإبراهيم كريدية، وعبد السلام أمرير، ومصطفى حمزة، وعلال الركوك. وندوة ثالثة حول " القراءة وتدبير الخزانات العمومية" شارك فيها المدير الجهوي لوزارة الثقافة عبد السلام أمرير، وبولين أكار عن الرابطة الفرنسية المغربية، وعبد الجليل البداوي عن المجلس البلدي. ومن الأسماء التي كان للجمهور لقاء مفتوح معها، الروائية ربيعة ريحان والشاعر ياسين عدنان، وأحمد مسعية، والكاتب خياطي الخياط، والكاتب احمد السبقي، كما تميزت فعاليات المعرض بإحياء حفلات توقيع الإصدارات الجديدة، التي تهم أكثر من عشرة كتاب ينتمون لجهة دكالة عبدة هم الحبيب الدائم ربي، وعز الدين الماعزي، وسعيد السوقايلي، وزينب الشروقي، وإبراهيم الحجري، وعبد الله اكرامن، وهشام بن الشاوي، وأحمد ذو الرشاد، ودامي عمر، ومصطفى الحاكا، وحبيبة الزوغي، والطاهر لكنيزي. وشاركت الرابطة الفرنسية بآسفي في هذه التظاهرة بعرض عدد من الأفلام المقتبسة عن روايات مثل "دورة لافونين"، و"الجلد بلون العسل" وغيرهما. وشهد المعرض أيضا، تنظيم لقاءات و ورشات في الكتابة، ومسابقة إبداعية لفائدة تلاميذ المؤسسات التربوية بالجهة و زيارات مؤطرة لفائدة تلاميذ المؤسسات التعليمية تتخللها أنشطة تكوينية وترفيهية، وكان للشعر والزجل مكان بالمعرض، حيث عاش الجمهور المسفيوي مع أجواء أمسية زجلية فنية أحياها الشعراء أحمد لمسيح، وإدريس بلعطار، وعبده بنخالي، وحبيبة الزوغي، بمرافقة مجموعة حال الغيوان، كما كان المسرح حاضرا عبر عرض مسرحية لفرقة مسرح الشارع "فيزاج" بعنوان "الرابوز".