انتزع الفيلم الكوري "هان كونك جو"، لمخرجه لي سو جين، الجائزة الكبرى (النجمة الذهبية) للدورة الثالثة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش تصوير (سوري) والذي اختتمت فعالياته مساء أول أمس السبت، بقصر المؤتمرات، في حفل كبير، حضره العديد من نجوم السينما العالمية وشخصيات من عالم الثقافة والفن والإعلام. وعادت جائزة لجنة التحكيم، التي ترأسها المخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي، للفيلم الفنزويلي "حوض السباحة"، لمخرجه كارلوس ماتشادو كينطيلا، أما جائزة أحسن دور نسائي، فعادت للممثلة السويدية أليسا فيكاندر، عن دورها في فيلم "فندق"، لمخرجه ليزا لانكسيت، كما فاز أوتدريا بالاورو بجائزة أحسن إخراج عن فيلمه "ميدياس"، وهو إنتاج مشترك أمريكي إيطالي مكسيكي. وآلت جائزة أحسن دور رجالي مناصفة للممثلين الفرنسيين سليمان دازي وديديي ميشون، عن دورهما في فيلم "الحمى"، للمخرج المغربي الفرنسي هشام عيوش. وسلم رئيس لجنة التحكيم "النجمة الذهبية" للمخرج الكوري لي سو جين، الذي عبر، في كلمة بمناسبة تتويج فيلمه، عن سعادته بهذا الفوز، موجها شكره لجميع العاملين الذين ساهموا في إنجاز الفيلم. ويتناول الفيلم المتوج قضايا متعددة، مثل الاغتصاب، وإهمال الوالدين لأبنائهم، والخوف، ويجمع المخرج الكوري الجنوبي، الذي كتب بنفسه سيناريو هذا الفيلم، بين هذه الموضوعات في قصة هذا الشريط بأسلوب سردي متناسق، عزز جماله قوة أداء الممثلين، والتصوير الرائع، والإيقاع المتوازن للشريط. وتدور أحداث الفيلم حول "هان كونك جو"، وهي فتاة مراهقة، اضطرت إلى تغيير مدرستها لأن والديها أصبحا غير قادرين على رعايتها، لينتهي بها المطاف بالعيش مع والدة أحد أساتذتها، التي سترفض في البداية استقبالها، لكنها ستغير رأيها، عندما تكتشف أن الفتاة ضحية إهمال والديها، وفي إطار هذا الظرف الجديد الذي فرض نفسه عليها، ستقرر "هان كونك جو" الاعتماد على نفسها لمواجهة حياتها الجديدة، والتأقلم مع وضعها، وستجعل من السباحة هوايتها المفضلة ومتنفسا لها. وتتوالى أحداث الفيلم ليكتشف المشاهد أن "هان كونك جو" ضحية اغتصاب جماعي وظروف وأخطاء والديها، اللذين أهملاها وانشغلا عنها، حتى تورطت في هذه القضية، التي ستتعقد أكثر عندما تقدم صديقتها على الانتحار. وتنافس على الجوائز الأربع للمهرجان أفلام من 13 بلدا (فرنسا، وبريطانيا، وإيطاليا، والولايات المتحدة، وكوريا الجنوبية، وفنزويلا، واليابان، وكوبا، والسويد، وإسبانيا، وليتوانيا، وبولونيا، والمغرب). وتضمنت لائحة أفلام المسابقة الرسمية فيلمين مغربيين، من خلال عملين في إطار الإنتاج المشترك، ويتعلق الأمر بفيلم "حمى" (فييفر)، وهو إنتاج مغربي فرنسي، من إخراج هشام عيوش، أما الفيلم الثاني فهو "خونة" (ترايترز)، من إنتاج مغربي أمريكي. وتوج فيلم "باد"، لمخرجيه أيوب الهنود وعلاء أكعبون، بجائزة أفضل فيلم مغربي قصير ل"سينما المدارس" التي تمنحها مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش. وفاز المخرجان لهنود وأكعبون، وهما طالبان بالمدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش، بمبلغ 300 ألف درهم، وهي منحة خاصة من صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، رئيس مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، وضعت رهن إشارة الفائزين من طرف مؤسسة المهرجان لإنتاج الفيلم القصير المقبل. وتهدف مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، من خلال هذه المبادرة، إلى خلق مجال للإبداع السينمائي، ومنح فرصة الإدماج المهني لفائدة السينمائيين المبتدئين، والكشف عن موهبة جديدة من بين طلبة المدارس ومعاهد السينما المغربية. وعرفت هذه المسابقة، التي تنظم للمرة الرابعة، مشاركة عشرة أفلام، تمثل مؤسسات مختلفة للتكوين في المهن السينمائية، هي، بالإضافة إلى الفيلم الفائز، "إخوة في النظام"، و"خروج"، و"صباح غريب"، و"الفائز"، و"غول"، و"حرية محجوزة"، و"سلالة"، و"نيكوتين"، و"أوروبوروس". وأعرب أعضاء لجنة تحكيم المسابقة عن انبهارهم بإبداعية ونضج الأعمال المشاركة، التي تبشر بمستقبل واعد للسينما المغربية، وفي التفاتة فريدة، أدى أعضاء اللجنة الرقصة الشهيرة لأغنية "باد" للمغني الراحل مايكل جاكسون. وعاشت المدينة الحمراء، طيلة أسبوع كامل، على إيقاع نبض السينما٬ بين عروض أفلام تنافست على جوائز المهرجان، وعروض متنوعة خارج المسابقة، نشرت عبق مخرجيها في أرجاء منتدى اللقاء بالجمهور، وفقرات تكريم ودروس في السينما، ولقاءات مفتوحة بين النجوم وجمهور المدينة.