شعر "العامية" المصري يتيم، بعد رحيل رائده المبدع، أحمد فؤاد نجم، "الصعلوك" الجميل، و"الفاجومي"، كما سمى نفسه: أنا الفاجومي.. مواطن غلبان شايل في قلبه.. وطن الاسم.. أحمد فؤاد نجم المهنة.. شاعر وهكذا سماه فيلم عن حياته، أنجز سنة 2011. الفاجومي، بمعنى صاحبه، هو الشخص اللاذع النقد لكل ما هو قبيح في الحياة، الشخص الصريح، الذي "يقول للأعور أنت أعور في عينه"، حسب التعبير المصري. توفي أحمد فؤاد نجم صباح أمس الثلاثاء (3 دجنبر 2013) عن سن 84 سنة، وخلف عشرات القصائد، التي كتبها منذ ستينيات القرن الماضي، وتغنى بها رفيقه الراحل، المغني والملحن الشيخ إمام عيسى، ورددتها شفاه الملايين، من شباب وكهول وشيوخ في العالم العربي وخارجه. هو أحد أهم شعراء العامية في مصر، وأحد ثوار الكلمة، واسم بارز في الفن والشعر العربي، وبسبب ذلك سجن مرات عدة، خاصة في عهد الرئيس المصري الراحل أنور السادات، الذي نال قسطا كبيرا من نقد "الفاجومي". ولد سنة 1929 في قرية أبو نجم، بمحافظة الشرقية، ضمن 17 ابنا، لم يتبق منهم سوى خمسة. عاش في ملجأ أيتام، حيث قابل عبد الحليم حافظ، ثم عاد إلى قريته للعمل راعيا للبهائم، قبل أن ينتقل إلى القاهرة عند شقيق له، إلا أنه طرده بعد ذلك ليعود إلى قريته. عمل في معسكرات الجيش الإنجليزي متنقلا بين مهن كثيرة، وفي إحدى مدن القنال، التي كان يحتلها الإنجليز، التقى بعمال المطابع الشيوعيين، وكان تعلم القراءة والكتابة وبدأت معاناته الطويلة تكتسب معنى، واشترك مع الآلاف في مظاهرات سنة 1946، التي تشكلت أثناءها "اللجنة الوطنية العليا للطلبة والعمال". يقول نجم "كانت أهم قراءاتي في ذلك التاريخ هي رواية الأم لمكسيم غوركي، وهي مرتبطة في ذهني ببداية وعيي الحقيقي والعلمي بحقائق هذا العالم". دخل السجن مرات عديدة لأسباب سياسية، وفي السجن التقى رفيقه الشيخ إمام، المغني الضرير، الذي حمل صوته قصائد "الفاجومي" إلى ملايين الناس. قال عنه الشاعر الفرنسي الراحل، لويس أراغون، إن فيه قوة تسقط الأسوار، وأسماه الأديب المصري، علي الراعي، الشاعر البندقية، أما أنور السادات، فسماه الشاعر البذيء. من أهم قصائده: يعيش أهل بلدي، جائزة نوبل، الأخلاق، الخواجة الأمريكاني، هما مين واحنا مين؟، الكلمات المتقاطعة، ورقة من ملف القضية.