تم يوم السبت المنصرم، بدكار، وبمبادرة من التحالف الوطني من أجل القضية الفلسطينية، تنظيم تظاهرة كبرى تخليدا لليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، بمشاركة المغرب ممثلا بسفيره بالسينغال طالب برادة. وخلال هذه التظاهرة، التي تميزت، على الخصوص، بحضور شخصيات سينغالية وممثلي طرق وزوايا دينية وسفراء بعض الدول العربية المعتمدين بدكار، تلا برادة نص الرسالة التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى رئيس لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني، عبدو سلام ديالو، بمناسبة تخليد اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، يوم الجمعة المنصرم، بمقر منظمة الأممالمتحدة بنيويورك. ونوه جلالة الملك في هذه الرسالة بالجهود الدؤوبة، التي تبذلها لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني، للدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة، وفي تحسيس الدول الأعضاء في الأممالمتحدة بالأبعاد المختلفة لهذه القضية، وبالدور المنوط بهم من أجل إحلال سلام دائم وعادل، بمنطقة الشرق الأوسط، على أساس الشرعية الدولية. وأضاف جلالته "أود أن أجدد لكم دعم المملكة المغربية الكامل والدائم لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة والتاريخية، غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة، فوق أراضيه المحررة، وعاصمتها القدس الشرقية، دولة تتعايش جنبا إلى جنب، في سلم وأمن، مع إسرائيل، في إطار الشرعية الدولية، وطبقا لمبادرة السلام العربية، وخارطة الطريق التي وضعتها الرباعية الدولية". وسجل جلالة الملك أنه "رغم الجهود الدولية لإحياء عملية السلام، ومرونة الجانب الفلسطيني والعربي، وتعاطيه الإيجابي مع مختلف المبادرات، فقد ظلت هذه الجهود تصطدم بإصرار الحكومة الإسرائيلية على التمادي في نهج سياسة الاستيطان والتهويد، ومصادرة الأراضي والممتلكات. الأمر الذي يقوض كل المساعي الرامية إلى إيجاد حل نهائي لهذا الصراع، ويحول دون إنجاح المفاوضات المستأنفة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، برعاية أمريكية". في هذا الإطار، يقول جلالته، "يشيد المغرب بالجهود الحميدة التي تبذلها الإدارة الأمريكية، والتي أفضت إلى استئناف المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية، مع وضع سقف زمني محدد لتحقيق نتائج ملموسة، كفيلة بإنعاش الأمل، في تحقيق سلام عادل وشامل، يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني". وأشاد سفير فلسطينبدكار، عبد الرحيم الفرا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بالدور الذي تضطلع به المملكة لخدمة القضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن المغرب الوفي لقيم السلام والعدالة والإنصاف، لا يدخر جهدا في دعم القدس وتشجيع الفلسطينيين بشكل عام وسكان المدينة المقدسة بشكل خاص على الصمود والتشبث بأرضهم. وأضاف سفير فلسطينبدكار أن المغرب لا يتوانى عن دعم فلسطين ماديا ومعنويا في نضالها من أجل بناء دولة مستقلة وذات سيادة وعاصمتها القدس. وبعد أن سجل أن دور المغرب في الدفاع عن القضية الفلسطينية ودعمها ليس جديدا، قال السفير إن المملكة لا تكتفي فقط بالتعبير عن تضامنها مع فلسطين، بل إنها تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها. ونوه الدبلوماسي الفلسطيني في السياق ذاته، بالرسالة التي وجهها جلالة الملك إلى رئيس لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني عبدو سلام ديالو، والتي دعا فيها جلالته اللجنة إلى تعزيز دعمها للشعب الفلسطيني. من جهة أخرى، قال عبد الرحيم الفرا إن تخليد اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني يكتسي هذه السنة أهمية قصوى بالنسبة للفلسطينيين على اعتبار أنه جاء على إثر الاعتراف بدولة فلسطين كعضو كامل العضوية بمنظمة اليونسكو . وسجل السفير أن بناء إسرائيل مستوطنات جديدة وتوسيع تلك الموجودة بالضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، يشكل خرقا سافرا للقانون الدولي ولاتفاقية جنيف الرابعة التي وقعتها إسرائيل. ودعا باقي المتدخلين إلى بذل كافة الجهود لتمكين الفلسطينيين من التمتع بحقوقهم وحرياتهم في ظل دولة مستقلة وذات سيادة تنعم بالسلم والازدهار. وجددوا بالمناسبة التزام كافة القوى الحية بالسينغال بدعم الفلسطينيين في نضالهم اليومي من أجل الديمقراطية والسلم والحرية. وأكد التحالف الوطني من أجل القضية الفلسطينية، في بيان له تلي في ختام التظاهرة، على حق الفلسطينيين في دولة حرة، وحق كافة اللاجئين المبعدين قسرا في العودة إلى وطنهم . ودعا التحالف إلى تجميد بناء المستوطنات اليهودية بفلسطين وتفكيكها، مع الدعوة إلى التعبئة من أجل أن تبقى القدس ملكا للعالم الإسلامي وعاصمة لفلسطين. وبعد أن جدد التحالف دعمه للشعب الفلسطيني الشقيق، نوه بالموقف الثابت للسينغال وللبلدان العربية وكافة الشعوب التواقة إلى الحرية والعدالة والسلام، في الدفاع عن القضية الفلسطينية. للإشارة، فإن التحالف الوطني من أجل القضية الفلسطينية تم تأسيسه من طرف كل من حركة الرحاب للتنمية البشرية، وجماعة عباد الرحمان، والتجمع الإسلامي بالسينغال، ورابطة أئمة ودعاة السينغال، ومكتب القدس السينغال.