استنكر شيوخ القبائل الصحراوية بالأقاليم الجنوبية، أول أمس الخميس، المواقف العدائية للجزائر تجاه الوحدة الترابية للمملكة. ندد هؤلاء الشيوخ، الذين يمثلون كل القبائل الصحراوية بالأقاليم الجنوبية للمملكة، في بيان مشترك، بالأعمال العدائية المتكررة ضد المغرب، التي عبرت عنها الرئاسة الجزائرية بشكل واضح في مضامين الرسالة الموجهة لاجتماع في أبوجا. وأكدوا أن هذه الاستفزازات لن تثني السكان الصحراويين عن تعلقها بأهداب العرش العلوي المجيد، الذي تجمعهم به رابطة البيعة، مشيرين إلى أن المنجزات التنموية والأوراش الكبرى التي تحققت في مختلف ربوع المملكة، وبالأقاليم الجنوبية خاصة، أظهرت للعالم الانخراط القوي للمملكة في مسار الحداثة والبناء الديمقراطي. وأبرزوا أن المناورات التي تحاك من قبل الجزائر ضد الوحدة الترابية للمملكة لن تزيد السكان الصحراويين إلا تشبثا بمقدسات الأمة المغربية، ومن بينها مقترح الحكم الذاتي كحل واقعي حظي بإشادة وإجماع دوليين ويضمن كرامة وحرية وحقوق هؤلاء السكان، عكس ما يعيشه المغاربة المحتجزون بمخيمات تندوف من تنكيل واضطهاد. وأضافوا أنه في الوقت الذي أشاد المنتظم الدولي بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأعرب عن دعمه لمقترح الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية للمملكة، باعتباره الحل الأنسب والأنجع لهذا النزاع المفتعل، فإن الجزائر تناور بالمسألة الحقوقية بالأقاليم الجنوبية للمملكة للتغطية على الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها في حق الصحراويين بمخيمات تندوف. يذكر أن ما يسمى بنزاع الصحراء "الغربية" هو نزاع مفروض على المغرب من قبل الجزائر التي تمول وتأوي على ترابها بتندوف ما يسمى ب"البوليساريو" الانفصالية. وتطالب "البوليساريو"، التي تدعمها السلطات الجزائرية، بإقامة دولة وهمية في المغرب العربي، وهو الوضع الذي يعيق جميع جهود المجتمع الدولي من أجل اندماج اقتصادي وأمني إقليمي.