يعتبر المعهد الموسيقي بآسفي مؤسسة فنية قادرة على ضمان تعليم موسيقي أكاديمي جيد. المعهد الموسيقي بآسفي يرجع هذا التطور حسب الأستاذ عبد الحق وردي إلى توسيع طاقته الاستيعابية وتجهيزه بالوسائل الأساسية للتعليم الموسيقي وتوفره على طاقم إداري عالي التأهيل يشرف عليه الأستاذ حسن لفريفرة ومجموعة من الأساتذة الأكفاء، وبذلك أصبح يضاهي المعاهد والمدارس الموسيقية بكبريات مدن المملكة ويساهم في تنشيط المدينة فنيا من خلال عروض موسيقية متميزة، ومحاضرات تعنى بالجانب العلمي والتاريخي والجمالي للموسيقى كفن راق وكعلم من علوم المنطق وكلغة حية طورت أدواتها عبر الزمن. وللمعهد الموسيقي بآسفي تاريخا متميزا، بحيث تأسس المعهد سنة 1968، ومنذ ذلك التاريخ وهو يعمل من أجل تكوين أبناء وبنات المدينة في مجموعة من التخصصات من تكوين نظري وعزف على الآلات كالعود والكمان والقيثارة والبيانو وأيضا مادة الطرب الأندلسي. ويتكون الطاقم التربوي وفق ما صرح به الأستاذ عبد الحق وردي من مجموعة من الأساتذة الأجانب ومن أبناء المدينة المشهود لهم بالكفاءة، الذين ساهموا في تكوين عازفين في مختلف الآلات وضمنوا للمعهد الموسيقي بآسفي استمرارية على مدى سنوات شكل خلالها فضاء رحبا وخصبا، من أجل صقل المواهب وتنشيط الساحة الفنية على مستوى مدينة آسفي خاصة والمملكة عموما. ويستغرق التكوين بالمعهد الموسيقي مدة عشر سنوات في جميع المواد يتوجب على كل طالب اجتياز المباراة الإقصائية للتأهل للمباراة العمومية ابتداء من السنة الثامنة أمام لجنة مختصة تضم أشهر الأساتذة في التخصص نفسه وأمام جمهور يتكون من أساتذة وجمهور، كما تقام عادة امتحان التخرج بقاعة اباحنيني بوزارة الثقافة بالعاصمة الرباط. وحول خصوصية هذه المعلمة الفنية قال الأستاذ عبد الحق وردي إن ما يميز المعهد الموسيقي بمدينة آسفي حاليا هو حضوره القوي في المباريات العمومية، لنيل شهادة الأستاذية في آلة العود خصوصا. ففي سنة 2012، تخرج ولأول مرة في تاريخ المعهد الموسيقي بآسفي منذ تأسيسه أول طالب في مادة آلة العود وهو عبد الوهاب اكويدير تحت إشراف الأستاذ جمال بوطاهر، المعروف بكفاءته العالية في تدريس مادة العود والموسيقى العربية وبذلك يحسب هذا الإنجاز للطالب الطموح عبد الوهاب اكويدير ولأستاذه جمال بوطاهر وكان هذا السبق انطلاقة لانجازات أخرى. فبعد تدشين المعهد الموسيقي الجديد بمدينة الثقافة والفنون من طرف صاحب الجلالة نصره الله في أبريل 2013، خلال الزيارة الملكية الشريفة تحسنت ظروف الاشتغال بهذا الفضاء الفني وفي يوليوز 2013 تقدم للمباراة العمومية لآلة العود بمدينة الرباط الطالب احمد هربولي لنيل الجائزة الأولى عن قسم الأستاذ عبدا لحق وردي والطالب خالد الحجاري لنيل الجائزة الأولى والطالب عبد الوهاب اكويدير لنيل شهادة الإتقان الأول عن قسم الأستاذ جمال بوطاهر. وتمكن الطلبة الثلاث من النجاح ونيل شهادة التخرج في آلة العود وحظوا بتشجيع لجنة التحكيم التي كانت تتكون من الأستاذ والملحن محمد بلخياط والدكتور محمد بندراز والأستاذ خالد اشنيقر، مضيفا أن توالى مجموعة من المدراء على إدارة المعهد الموسيقي بآسفي، ترك كل منهم بصمته في تسيير هذا المرفق العمومي الذي يعتبر قيمة فنية بجهة دكالة عبدة. وبهذه الإنجازات يؤكد الأستاذ عبد الحق وردي أهمية هذا الصرح الفني الذي تحول من مؤسسة فنية تنشط الساحة الفنية للمدينة إلى مؤسسة تعليمية فنية أكاديمية تنتج أساتذة قادرين على تدريس الموسيقى كعلم قائم بذاته واستغلاله في الحفاظ على الموروث الفني الثقافي للمنطقة خصوصا، والتراث المغربي عموما.