لقي نزيلان بمستشفى الأمراض العقلية "ابن النفيس"، التابع للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، مصرعهما في حريق اندلع صباح أمس الثلاثاء، بإحدى الغرف التي تؤوي نزلاء المستشفى، الواقع بحي امرشيش بالداوديات. وأسفر الحريق، الذي نتجت عنه سحابة كثيفة من الدخان، تسربت إلى داخل الغرف المجاورة، عن اختناقات في صفوف نزلاء المستشفى، ليجري نقلهم على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بمستشفى ابن طفيل لتلقي العلاجات الضرورية، في حين نقلت جثتا الضحيتين إلى مستودع الأموات بباب دكالة. وحسب مصادر مطلعة، فإن أسباب الحريق تعود إلى إقدام أحد الضحايا، 33 سنة، على إضرام النار في جسده، ما أدى إلى وفاته احتراقا، وإصابة رفيقه باختناق لفظ على إثره أنفاسه الأخيرة. واستنفر الحريق مختلف المصالح الأمنية التابعة لولاية أمن مراكش، التي انتقلت إلى عين المكان لتتبع عملية إخماد الحريق، قبل أن تتمكن عناصر الإطفاء من السيطرة الكاملة على الحريق. وفتحت المصالح الأمنية تحقيقا في الموضوع، وجمع المعطيات والقرائن التي ستساعد في معرفة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى اندلاع الحريق. وظل مستشفى ابن النفيس للأمراض النفسية والعقلية الواقع بحي الداوديات بمراكش، مرتبطا في أذهان المراكشيين بمستشفى المجانين أو "مرشيش"، خصوصا بعد افتتاحه الرسمي مع بداية الثمانينات وتوقيف علاج المصابين بمستشفى أكدال بالمدينة العتيقة، بعدما كان مختصا في علاج الأمراض والاختلالات النفسية والعقلية وتحويله إلى مستوصف للطب العام. ويستقبل مستشفى ابن النفيس المعروف ب"مرشيش" جميع المرضى الذين يعانون اضطرابات عقلية ونفسية من منطقة جغرافية تشمل مدن وأقاليم الجنوب، خصوصا من مراكش وإقليم الحوز وأزيلال وشيشاوة وقلعة السراغنة والصويرة وأسفي وورزازات وزاكورة وتارودانت وأكادير وبعض الأقاليم الجنوبية، بالإضافة إلى المرضى المودعين بمقتضى قرارات قضائية من طرف محاكم هذه المناطق، إذ بعد أن يتبين لهيئة المحكمة بأن الحالة الصحية والعقلية للمتهم تستدعي إحالته على طبيب مختص من أجل التأكد من قدرته العقلية، يتقرر إيداعه المركز الاستشفائي للأمراض النفسية والعقلية بمستشفى ابن النفيس بمراكش، للتأكد من مسؤوليته الجنائية عن الأفعال التي اقترفها، والتقرير في مدى صحته العقلية، ومن بين المرضى المودعين متهمون بجرائم القتل والسرقة والاغتصاب والعنف ضد الأصول كقتل الوالدين أو إضرام النار.