تمكنت فرقة الشرطة القضائية التابعة لمنطقة أمن مديونة، الأسبوع الماضي، في إطار أبحاثها وتحرياتها الأمنية في شأن شكاية تفيد السرقة عن طريق النصب، من إيقاف شخصين وتقديمهما إلى العدالة، من أجل السرقة باستعمال النصب والاحتيال وإخفاء المسروق. يأتي إيقاف المتهمين بناء على شكاية تقدم بها شخص في شأن تعرضه للسرقة عن طريق الاحتيال، لتبادر عناصر الفرقة إلى فتح تحقيق استهلته بالاستماع إلى الضحية الذي أفاد أنه بتاريخ 10 أكتوبر الجاري، وفيما كان يستوقف دراجته النارية من نوع "ليوناردو"، بالقرب من منزله الكائن بتيط مليل، تقدم نحوه شخص سأله إن كان يرغب في بيع دراجته النارية، موهما إياه أنه يريد اقتناءها منه بعدما تأكد أن الضحية يرغب فعلا في بيعها، كما أوهمه بمرافقته إلى محل للحلاقة يوجد بالمنطقة نفسها التي يعمل بها صديق له خبير في هذا النوع من الدراجات النارية حسب قوله. فرافقه إلى المحل المذكور حيث نادى صاحب محل الحلاقة ب"آجي أولد خالتي جرب هاذ الموطور" وهي الجملة التي جعلت الضحية يسقط في شباك المشتبه به، إذ امتطى فعلا صاحب المحل الدراجة النارية لإخضاعها للتجريب، وبعدما سلمها للضحية، ليطلب المشتبه به أن يجرب بدوره الدراجة النارية، فتمكن من ذلك ليغادر إلى حال سبيله تاركا وراءه الضحية وصاحب المحل بمكانهما، فتوارى عن الأنظار، ليستنتج الضحية أنه كان ضحية عملية نصب خصوصا ألا علاقة تربط الجاني بصاحب المحل. وهو ما أكده الأخير لعناصر الأمن، حيث أفاد أن الجاني قدم للمرة الأولى إلى محل الحلاقة بغرض الحلاقة، وأثناء ذلك تجاذبا أطراف الحديث مستفسرا إياه إن كان على دراية بالدراجات النارية، وأنه يريد اقتناء واحدة، فأجابه بالقول أنه على دراية بذلك، ليغادر المحل بعد الانتهاء من الحلاقة، ليتقدم مرة ثانية بعد فترة وجيزة إلى المحل رفقة الضحية على متن الدراجة النارية وقد ناداه فعلا بالقول "آجي أولد خالتي جرب هاذ الموطور" إلا أن هذا لا يعني بأن علاقة ما تربطه بالجاني، وهو ما تأكد لعناصر الأمن من خلال تعميق البحث. في السياق نفسه، أفضت أبحاث وتحريات فرقة الشرطة القضائية في شقها التقني والميداني وتوزيع المعطيات على مختلف المصالح الأمنية، إلى إيقاف الجاني بمنطقة أناسي ليتبين أنه من ذوي السوابق العدلية، ومباشرة بعد عرضه على الضحية تعرف عليه مؤكدا أنه هو من عرضه لعملية النصب، ليجري فتح تحقيق معه حول النازلة، اعترف خلاله أنه سرق دراجة الضحية عن طريق النصب، الأمر الذي ساهم في مطابقة أقواله مع ما صرح به الضحية وصاحب محل الحلاقة. وعن الدراجة موضوع السرقة، اعترف المتهم أنه سلمها إلى حارس ليلي يعمل بمنطقة أناسي، غير أن الأخير الذي توارى عن الأنظار تمكن من إخفاء الدراجة النارية عند حارس ليلي آخر إلى حين بيعها واقتسام ثمن بيعها، لكن أبحاث العناصر الأمنية قادت إلى الحارس الليلي الثاني، الذي جرى استقدامه إلى مقر الفرقة ومباشرة البحث معه، بعد العثور على الدراجة النارية موضوع السرقة لديه، إذ صرح أنه تسلمها من الحارس الليلي الأول الذي ما يزال البحث جاريا عنه، بغرض الاحتفاظ بها. وفي نهاية البحث، جرى تقديم الموقوف الأول إلى العدالة من أجل السرقة عن طريق النصب والاحتيال، في حين أن الحارس الليلي الثاني قدم في حالة سراح من أجل إخفاء مسروق.