صرح عبد الرحيم عثمون، رئيس اللجنة البرلمانية المشتركة المغربية الأوروبية، أن تصويت البرلمان الأوروبي بالإجماع، أمس الأربعاء، بستراسبورغ، بالرفض القاطع لثلاثة تعديلات وردت في تقرير حول "سياسة الجوار مع المغرب" تقدم بها مناهضون للتقارب بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، من بينهم ويلي ميير البرلمانية الإسبانية، وآرلاكي، عضو البرلمان الأوروبي، يعد تجسيدا آخر لعزم الاتحاد المضي قدما في المسار الصحيح، الذي يخدم مصالح الطرفين، بعيدا عن المزايدات السياسوية والمزاعم المغرضة، التي تقف من ورائها اللوبيات المساندة لأعداء المملكة. وأكد عبد الرحيم عثمون أن تقرير "سياسة الجوار مع المغرب"، الذي أعده بيير آنطونيو بانزيري، جاء في صالح المغرب، وفي صف مشروعية مصلحة الجانبين، بشكل عادل وضامن لتطور مسار التعاون البناء والبعيد المدى، بكل توازن وتبصر وموضوعية. وأضاف أن هذا الانتصار يعتبر، اليوم، قرينة أخرى تثبت أهمية وواقعية نهج المغرب لسياسات ترسخ مسلسل علاقات التعاون بين المغرب والاتحاد الأوروبي أكثر تقدما، وهي العلاقات التي تطورت في سياق السياسة الأوروبية للجوار والوضع المتقدم، نتيجة الإصلاحات الديمقراطية التي أطلقها جلالة الملك. وأفاد رئيس اللجنة البرلمانية المغربية الأوروبية أن المغرب يعد أول بلد جنوب متوسطي يدشن مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي بشأن اتفاق التبادل الحر الكامل والعميق، الذي مثل خطوة حاسمة في اتجاه إرساء فضاء اقتصادي مشترك، وهو آلية جديدة ستكون أرضية للتعاون الثنائي بين الطرفين في غضون السنوات المقبلة، وقال "هذا أمر أثار حقد خصوم المغرب ومناوئيه، لكن الإجراءات المتخذة في سياق الدبلوماسية البرلمانية والدبلوماسية الرسمية، مكنت بشكل قاطع من الحسم في الافتراءات والدسائس، التي تمس توجهات المغرب والاتحاد الأوروبي، وكشف خلفياتها المجانية والمنحازة، التي تحركها المصالح المعادية لاستقرار وتطور منطقة جنوب المتوسط". وأشار عثمون، أيضا، إلى أن مختلف الاتفاقيات المتفاوض بشأنها، إلى جانب الاتفاقيات المصادق عليها في إطار سياسة الجوار، تبرز للجميع اختيار المغرب واقتناعه الراسخ بالانضمام إلى المشروع الأوروبي الواعد. وأبرز أن التقدم المتسارع والناضج الذي تحقق في مختلف المجالات والإصلاحات التي شهدتها العديد من الميادين، منذ سنة 1999، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مكنت المملكة بكل تأكيد من ترسيخ مكانتها، كبلد رائد وشريك متميز ومهم بجنوب المتوسط يمكن للاتحاد الأوروبي أن يشق معه طريق شراكة ناجحة وأكثر تقدما.