جدد منتخبو وشيوخ القبائل الصحراوية بجهة العيون، اليوم الاثنين، في لقاء مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، كريستوفر روس، التأكيد على تشبثهم بمقترح الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع المفتعل حول الصحراء. أوضحوا في تصريحات للصحافة، عقب هذا اللقاء، أنه تم اطلاع روس وإبلاغه بقناعة الصحراويين الثابتة بهذه المبادرة والتي شاركوا في بلورتها سواء بصفتهم ممثلين للسكان أو كشيوخ للقبائل الصحراوية أو من خلال عضويتهم بالمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية. وفي هذا السياق، قال عبد الله الصالحي، أحد شيوخ القبائل الصحراوية، "إن مقترح الحكم الذاتي هو الحل الوحيد للنزاع المفتعل حول الصحراء ولا نريد حلا سواه"، مبرزا أن أطروحة الانفصال التي تروج لها الجزائر و"البوليساريو" لن تنال من إرادة الصحراويين القائمة على مبادئ البيعة والتمسك بمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. وأضاف الصالحي "لقد أبلغنا كريستوفر روس بقناعتنا الثابتة والراسخة والمتمثلة في الوحدة الترابية للمملكة، وأكدنا له أننا سنستمر في البناء الديمقراطي والتنموي خاصة بالأقاليم الجنوبية من أجل غد أفضل لأجيالنا القادمة". من جهته، قال ابراهيم خيا، برلماني وأحد شيوخ القبائل الصحراوية، "لقد أبلغنا السيد كريستوفر روس، بالواضح وانطلاقا من موقعنا كمنتخبين وممثلين شرعيين لأغلبية السكان الصحراويببن، بقناعتنا الراسخة المتمثلة في رابطة البيعة التي جمعت السلاطين العلويين بأجدادنا وتشبثنا بمقترح الحكم الذاتي الذي شاركنا في بلورته سواء عن طريق المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية أو كشيوخ للقبائل الصحراوية". وأضاف خيا أنه في الوقت الذي أطلقت فيه المملكة المشاريع التنموية والأوراش الكبرى بالأقاليم الجنوبية ودعت الجزائر إلى فتح الحدود والعمل من أجل اندماج اقتصادي مغاربي، تعمل هذه الأخيرة على تعطيل هذا الاندماج والمساهمة في تكبيد اقتصاديات الدول المغاربية خسائر تقدر ب 5ر2 في المائة سنويا من الناتج الداخلي الخام وذلك من خلال دعم أطروحة انفصال الأقاليم الجنوبية للمملكة والحيلولة دون تحقيق أي اندماج مغاربي يساهم في تحقيق الرفاه الاقتصادي والكرامة لفائدة الشعوب المغاربية. من جهتها، قالت خديجة أبلاضي، نائبة برلمانية، "لقد تحدثت أمام روس عن البعد الإنساني المرتبط بهذا النزاع المفتعل، وأبرزت أن المغاربة المحتجزين بتلك المخيمات يتعرضون لشتى أنواع التعذيب والمعاملات القاسية والمهينة التي تنبذها كل الأعراف الإنسانية والمواثيق الدولية". وذكرت خديجة خلال اللقاء بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والحقوقية التي أطلقتها المملكة منذ مطلع القرن 21، مشيرة إلى أن هذه التجربة تعد نموذجا يحتذى على الصعيد الإقليمي. وأكدت أنه يتعين على المنتظم الدولي دعم الاصلاحات التي يقوم بها المغرب خاصة في ظل الظرفية الدولية الراهنة والتحديات التي يعرفها العالم وما يمثله هذا النزاع المفتعل من تهديد للاستقرار بالمنطقة المغاربية ومنطقة الساحل والصحراء. وكان كريستوفر روس قد التقى، قبل أن يعقد لقاءات مع منتخبي وشيوخ القبائل الصحراوية والسلطات المحلية بمدينتي العيون والسمارة، مع كل من رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، والسيد صلاح الدين مزوار وزير الشؤون الخارجية والتعاون، ورئيس مجلس النواب السيد كريم غلاب، ورئيس مجلس المستشارين، محمد الشيخ بيد الله.