ينكب حاليا، المخرج السينمائي العراقي نوزاد شيخاني، في العاصمة الجورجية (تبليسي) ومدينة (باتومي) المطلة على البحر الأسود، على تصوير أحداث فيلمه الطويل "تورن"، وهو عبارة عن شريط سينمائي روائي يعالج ظاهرة انحلال الأكراد الأيزيديين في المجتمع المسيحي الجورجي. الفيلم عبارة عن شريط روائي يعالج موضوعا مهما وساخنا في نفس الوقت نقسه ألا وهو انتصار قيم الحب والإنسانية ونبذ الصراعات الناجمة عن تصادم الحضارات والأديان" يقول نوزاد شيخاني. وقال المخرج العراقي، في تصريح ل"المغربية"، إن فيلمه الجديد "تورن"، "يتطرق للأحداث الحالية المثيرة في مدينة الميتروبول (تبلسي)، والمتجلية في ظاهرة انحلال الكورد الأيزيديين في المجتمع المسيحي الجورجي". وشدد على أن الفيلم "لقي اهتماما من قبل وسائل الإعلام والتلفزة الجورجية للأهمية التي يكتسيها ليس فقط من قبل المجتمع الكردي في جورجيا، بل وحتى من قبل مؤسسات المجتمع المدني والحكومة الجورجية التي تتأسف لظاهرة انحلال الكورد الأيزيديين في المجتمع المسيحي الجورجي الذي يشكل نسبة 98 في المائة من إجمالي السكان". وأوضح أن "الفيلم عبارة عن ميلودراما، حيث أنها المرة الأولى في تاريخ السينما الكردية التي تتبنى فيها معالجة موضوع ساخن وجريء، أعد وعولج نصه السينمائي وفق المنهاج الأكاديمي للسينما السوفياتية كي تكون الأقرب إلى واقع الحال في طبيعة مكونات النسيج الاجتماعي في جورجيا". وعن قصة الفيلم، يبرز نوزاد شيخاني، المخرج الكردستاني العراقي المقيم بألمانيا، أن "تورن" تعني (باللغة الكردية: الأرستقراطي)، وهو شاب كردي أيزيدي يبلغ من العمر (28 سنة)، تبنته جدته بعد وفاة والديه في حادث مؤسف، ووجد "تورن" نفسه منعزلا ومنطويا على نفسه في مجتمع تسوده الديانة المسيحية (الأورثودوكس) إلى أن تمرد على نفسه وقومه وعاش بعيدا عن أسرته دون هدف إلا تحقيق ملذاته الدنيوية بمكاسبه المادية من موهبته في عالم الرسم والفن التشكيلي، إذ بلغ صيته أوروبا وروسيا من خلال وكيل أعماله الجشع (زوراب)، وعاش حياة مليئة بالجنون والفوضى إلى أن صادف شابة في غاية الطيبوبة والجمال اسمها "أيكا" (26 سنة) جورجية مسيحية في عقيدتها. عدم اكتراث "تورن" بالأديان ورؤيته المميزة لهذه الفتاة التي سرقت قلبه سهل عليه إعلان مسيحيته من أجل الزواج بها كي لا يحطم قلب حبيبته التي وقفت هي الأخرى ضد عائلتها المحافظة من أجل الدفاع عن حبها. ونجحت رفيقة حياته في غرز الحب والإيمان في كيان "تورن" وتطهير فكره من التراكمات والتقلبات النفسية، وتفتحت عيون "تورن" على عالم الحب والصدق والحقيقة بعدما كان ينظر بقلب لا ينبض إلا ليقظة جسده المثقل بالهموم والجنون، كبر حبه وعشق الحياة في عيون "أيكا"، انتعشت روحه وفكره إلى أن دبت فيه روح الحنين والاشتياق إلى أهله وقومه إلى حد الافتخار بعقيدته وتراثه، وهو ما لوحظ بقوة في لوحاته الأخيرة التي انتشرت في معارض "دوسلدورف" و "موسكو"، إلا أن القدر يعلن حكمه في نقطة تتسارع فيها الأحداث في سياق تطور درامي يصل إلى الإثارة في معالجة الفيلم. من جهة أخرى، وعن مشروع تأسيس رابطة السينمائيين الأكراد العراقيين والسينمائيين المغاربة، قال المخرج العراقي إن "مشروع تأسيس رابطة بين السينمائيين العراقيين (من ضمنهم السينمائيون الأكراد) والسينمائيين المغاربة، مازال قيد الدراسة تبعا لعدة عوامل فنية واستراتيجية، أهمها الظروف الصعبة التي تعيشها بغداد وعوائق تعقيدات السفر بين العراق والمغرب من جهة، وكردستان العراق والمغرب من جهة أخرى، من ضمنها وجوب الحصول على تأشيرة السفر المغربية من إحدى السفارات في الدول المجاورة وعدم وجود خط طيران مباشر بين المغرب والعراق، إضافة إلى العامل اللوجيستي المتمثل في الدعم المالي والمعنوي لمثل هذه المشاريع". ووجه نداءه مرة أخرى إلى المركز السينمائي المغربي وإلى نقابة السينمائيين المغاربة "بضرورة توجه وفد من السينمائيين المغاربة إلى بغداد لوضع اللمسات الأولى لتأسيس الرابطة بين البلدين، إيمانا منه بتحقيق المكاسب الفنية والإنسانية الكبيرة التي ستفيد البلدين بوجود مثل هذا التعاون في مجال السينما والمهرجانات الدولية والإنتاج المشترك وتبادل الخبرات بين البلدين". وعن عشقه وحبه للمغرب، يؤكد المخرج العراقي نوزاد شيخاني، أن "حبه وغيرته على بلده الثاني المغرب، العزيز على قلبه، وتلك الإمكانيات الفنية الهائلة التي يزخر بها هذا البلد الجميل بأرضه وشعبه، يفرض عليه حرصه على التفكير في بناء مثل هذا المشروع ضمن اختصاصه وخبرته في هذه المجالات وضمن حدود طبيعة العلاقة المتميزة التي تربطه مع المركز السينمائي المغربي وإدارات مهرجانات الأفلام السينمائية المغربية والعديد من الزملاء المخرجين والتقنيين والفنيين المغاربة إضافة إلى عدة عوامل أخرى". وعن حضوره للمهرجانات المغربية وعلاقته بالمخرجين المغاربة، قال "عشقي لهذا البلد دون وصف وبالتأكيد حضوري ومشاركاتي المتواصلة في المهرجانات السينمائية العديدة التي تقام في المغرب الجميل زاد من حبي واشتياقي الدائم لهذه الأرض الطيبة وشعبها المضياف الذي أكن له الاحترام والتقدير لدرجة أن زميلاً قال لي: لو كان المغرب يعلم مدى حبك وغيرتك على هذا البلد لنلت شرف التكريم ولقبوك بسفير المغرب، فرددت عليه بل حصلت على ذلك من خلال الحب الذي يحيطونني به في كل زيارة لي إلى بلدي الثاني المغرب".