أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، أمس الأربعاء بإقليمالرشيدية، على إطلاق مشروعين فلاحيين مهمين، مما يجسد الاهتمام الخاص الذي يوليه جلالة الملك لحماية مناطق الواحات، وكذا حرص جلالته على تحسين مردودية وتنافسية قطاع النخيل المثمر. (ماب) وهكذا، أشرف جلالة الملك، حفظه الله، على إعطاء انطلاقة بناء وحدة لتثمين وتخزين التمور بالجماعة القروية بني امحمد سجلماسة (15 مليون درهم)، وإنجاز مشروع مندمج لتنمية سلسلة النخيل المثمر على مستوى واحة الخربات التابعة للجماعة القروية فركلة العليا (75 مليون درهم). وتروم هذه المشاريع، المندرجة في إطار الدعامة الثانية من مخطط "المغرب الأخضر"، تحسين مردودية وتثمين سلسلة النخيل المثمر عبر عمليات التأطير (التكوين/ تعميم الخبرات)، وتطوير آليات التجميع الاجتماعي، وتفعيل الابتكارات المؤسساتية الضرورية لمواجهة التحديات التي تطرحها ندرة المياه. وسيستفيد من وحدة تثمين وتخزين التمور بالجماعة القروية بني امحمد سجلماسة حوالي 252 فلاحا، حيث ستمكن ،عند الانتهاء من أشغال إنجازها، تلفيف نحو 1250 طنا من التمور سنويا، وتخزين نحو 400 طن في السنة، والرفع من القيمة المضافة ب32 مليون درهم في السنة، وتحسين مداخيل الفلاحين من 15 ألفا إلى 25 ألف درهم في الهكتار. وتشكل هذه الوحدة، وهي الرابعة من نوعها على مستوى الإقليم، جزءا من برنامج طموح (82,5 مليون درهم) مكن، أيضا، من إحداث ستة تجمعات ذات النفع الاقتصادي، وتنظيم 12 دورة تكوينية لفائدة فلاحي المنطقة. ويروم هذا البرنامج، من جهة أخرى، الرفع من عدد وحدات تثمين وتخزين التمور إلى ست وحدات عند متم سنة 2014. وعلى صعيد آخر، عرفت جهة مكناس- تافيلالت، في إطار تنفيذ البرنامج الوطني لتنمية سلسلة النخيل المثمر، إحداث ثماني وحدات لتثمين وتخزين التمور بسعة 2600 طن، مقابل تسع وحدات بجهة سوس- ماسة- درعة، وثلاث وحدات على مستوى جهة كلميم- السمارة، ووحدة واحدة بالجهة الشرقية. وفضلا عن إحداث وحدات لتثمين وتخزين التمور، يتوخى البرنامج الوطني لتنمية سلسلة النخيل المثمر، في أفق سنة 2020، غرس 3 ملايين شتلة، وإعادة تنظيم وتكثيف استغلاليات النخيل الموجودة (48 ألف هكتار)، وإحداث مزارع عصرية (17 ألف هكتار)، وتثمين مجموع سلسلة النخيل المثمر ، لاسيما الجانب المتعلق بالتسويق والتثمين. ولبلوغ هذه الغاية، تم إحداث المختبر الوطني لزراعة أنسجة النخيل المثمر بالرشيدية الذي دشنه جلالة الملك في 10 نونبر 2011، كما تم إبرام اتفاقيات بين وزارة الفلاحة والصيد البحري وثلاثة مختبرات خاصة من أجل إنتاج 500 ألف فسيلة أنبوبية في السنة. وقد تم إلى حد الآن غرس مليون فسيلة نخيل في إطار هذا البرنامج. ومن المرتقب أن يصل هذا العدد إلى مليون و250 ألف فسيلة في متم السنة الجارية، أي بمعدل إنجاز قدره 109 في المائة. ويعرف إقليمالرشيدية، في سياق البرنامج الوطني لتنمية سلسلة النخيل المثمر، إنجاز عدد من المشاريع التي تندرج في إطار مخطط "المغرب الأخضر" (الدعامتان الأولى والثانية)، والذي رصدت له استثمارات بقيمة 730 مليون درهم. وتمت برمجة عدد من مشاريع الدعامة الأولى لمخطط "المغرب الأخضر" على مساحة إجمالية قدرها 5000 هكتار. وتهم هذه المشاريع ( 600 مليون درهم) التي تعود ل 80مستثمرا، على الخصوص، غرس 750 ألف شتلة، وتجهيز 5000 هكتار من الأراضي بنظام الري الموضعي، وبناء وحدة لإنتاج الفسائل الأنبوبية، إلى جانب تثمين المنتوجات من خلال إحداث علامة للجودة. ويبلغ عدد المشاريع المبرمجة في إطار الدعامة الثانية من "مخطط المغرب الأخضر" 17 مشروعا ستنجز على مساحة إجمالية قدرها 18 ألف هكتار. وتروم هذه المشاريع (130 مليون درهم) والتي يستفيد منها أزيد من 16 ألف فلاح، إعادة تعمير الواحات التقليدية (200 ألف فسيلة)، وتعزيز شبكة الري، وإنجاز ست وحدات لتثمين وتخزين التمور، وإحداث علامة مميزة للمنشأ والجودة لصنف "المجهول". ويتراوح معدل إنجاز مشاريع "الدعامة الثانية" المبرمجة، ما بين 50 و100 في المائة. ومن بين المشاريع المبرمجة في إطار الدعامة الثانية لمخطط "المغرب الأخضر"، كذلك ، هناك المشروع المندمج لتنمية سلسلة النخيل المتمر على مستوى واحة الخربات، الذي أطلقه جلالة الملك أمس. ويهم هذا المشروع، الذي سيستفيد منه أزيد من 800 فلاح والذي يهم مساحة قدرها 1200 هكتار (74 ألف نخلة مثمرة)، إنجاز عدد من التجهيزات الهيدروفلاحية، وإعادة إعمار وهيكلة الواحات التقليدية (500 هكتار)، وتثمين المنتوج علاوة على التأطير التقني للفلاحين. وبهذه المناسبة، قام جلالة الملك، أيده الله، بعملية غرس رمزية لنخلة مثمرة، إيذانا بإطلاق المشروع المندمج لواحة "الخربات"، قبل أن يقوم جلالته بزيارة للسد التحويلي المنجز في إطار التجهيزات الهيدروفلاحية المبرمجة ضمن هذا المشروع. وبالمناسبة نفسها، أشرف جلالة الملك، على تسليم معدات فلاحية (آلات لاستخلاص بذور اللقاح، وآلات لرش المبيدات، وآلات لتلقيح أشجار النخيل المتمر، وصناديق الجني، وعلب لتعبئة التمر)، على عدد من التعاونيات المحلية للنخيل المنظمة في خمس تجمعات ذات المنفعة الاقتصادية. ويشكل مخطط "المغرب الأخضر"، والبرنامج الوطني لتنمية سلسلة النخيل المثمر، واستراتيجية تنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، التي أطلقها جلالته أخيرا، مبادرات تعكس الحرص الدائم لجلالته على تحقيق تنمية مستدامة وشاملة ومندمجة لمناطق الواحات، التي تعد بمثابة خزان منقطع النظير للتنوع البيولوجي والمعارف والخبرات.