استطاع المعرض الجهوي للكتاب، الذي ينظم لأول مرة بالحسيمة، ما بين 22 و27 شتنبر الجاري، استقطاب حوالي 17 ألف زائر خلال فترة تنظيمه، حسب إفادة كمال بن الليمون، مندوب إقليمي لوزارة الثقافة بجهة تازةالحسيمة تاونات، ل"المغربية". جانب من المعرض أوضح بن الليمون أن المدينة تشهد إقلاعا ثقافيا منذ 2009 بعد افتتاح دار الثقافة، الأمير مولاي الحسن، إذ احتضنت الحسيمة منذ هذا التاريخ إلى اليوم، 10 مهرجانات للمسرح و10 مهرجانات للموسيقى وملتقيات ثقافية كبرى، بتنسيق مع هيئات ثقافية مختلفة (المجلس الوطني لحقوق الإنسان، والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، واتحاد كتاب المغرب، وبشراكة مع الجهات المحلية. وأضاف بن الليمون، أن سكان الحسيمة متعطشون للقراءة وهو ما تجسد في إقبالهم الكثيف على أروقة المعرض، في وقت كان الكثير من الطلبة والباحثين يتوجهون إلى الرباط لاقتناء الكتب والمراجع من المكتبات. من جهة أخرى، أفاد حسن هرنان، المدير الجهوي لوزارة الثقافة، جهة تازةالحسيمة تاونات، "المغربية"، أن المعرض الجهوي للكتاب حرص على التنويع في الكتب والمراجع لتلبية جميع احتياجات القراء لمختلف أصناف الكتب. وذكر هرنان أن المعرض يتضمن 30 رواقا على مساحة تمتد إلى 700 متر، وهو فضاء خول للزوار التجول في أرجائه في ظروف تسمح بالاطلاع على المعروضات من الكتب بشكل يشجع على قراءة العناوين والببليوغرافيا، مضيفا أن المعرض هو مناسبة رصدت طبيعة الاهتمامات المعرفية للسكان، الذين كانوا بحاجة إلى مثل هذه التظاهرة لتحفيزهم على المواكبة الأدبية والعلمية والفكرية. واختتمت فعاليات المعرض الجهوي للكتاب في أجواء احتفالية بهذه التظاهرة الثقافية التي ساهمت في حركية المدينة الاجتماعية والاقتصادية بعدما توافد عليها الزوار من أقاليم الجهة (تازة وتاونات وجرسيف) ومن بعض المدن مثل فاس والناظور، والمناطق المجاورة للحسيمة، لاكتشاف خصوصيات المدينة في سياق احتضانها لأول مرة هذا المعرض. في السياق ذاته، تناول برنامج المهرجان، خلال اليوم الثالث، عرضا فنيا خاصا للأطفال، يهم المسرح والموسيقى والفكاهة والتنشيط، من تقديم فرقة "أصوراف" للطفولة والفنون، إضافة إلى ورشة تتعلق بتأليف القصة، وحفل تقديم كتاب "الحسيمة في ذاكرتي". وشهد اليوم الرابع ورشة لفائدة الأطفال، تعنى بتقنيت الكتابة المسرحية من تأطير أحمد العشوشي، فضلا عن تقديم كتاب "دولة إمارة المؤمنين ورابطة البيعة الشرعية: الأصالة والامتداد"، للدكتور حميد لحمر، وكذا حفل تقديم كتاب "أسئلة المواطنة والانتماء: محاولة في التأصيل التاريخي"، للدكتور أحمد سراج، وقراءة محمد لمرابطي. كما شمل برنامج اليوم الرابع من المعرض، عرضا مسرحيا للأطفال "فرانك عازمين مثل فرانك أنشطين" من تقديم مسرح الفانوس الرباط، إلى جانب ندوة حول "الكتاب والتنمية الثقافية"، بمساهمة أحمد شراك وعبد منذيب وجمال بوطيب وعياد أبلال، كما تناول البرنامج توقيع كتاب "الاتجاه المعاكس (مجموعة قصصية)، لأحمد القاطي بمساهمة حسن مالك، ثم حفل تقديم وتوقيع كتاب "منطقة الريف ومساهمتها في بناء الحضارة المغربية"، لأحمد المفتوحي بوقراب، مع اختتام اليوم الخامس من المعرض بأمسية شعرية. من جهة أخرى، حرصت المديرية الجهوية لوزارة الثقافة، جهة تازةالحسيمة تاونات، على أن يكون يوم الاختتام (الجمعة) الماضي حافلا بمجموعة فقرات ثقافية وفنية، مثل ورشة "رسوم الأطفال"، وتوقيع كتاب قراءة في ديوان شعري، "الغناء على مقام الهاء" للشاعر عبد السلام بوحجر، بقراءة يحيى عمارة، وكذا حفل تقديم وتوقيع كتاب "الرهان والرهينة" من تأليف عبد الصمد بن شريف وتقديم حسن طريق، مع حفل اختتام من تأطير جمعية النهضة السياحية بالحسيمة. في الإطار ذاته، فإن مدينة الحسيمة حسب ما ذكرته المندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة، بالحسيمة، تتمتع ببنية ثقافية في سياق التطوير والتحديث، بموازة الموروث الحضاري والأثري الذي تزخر به، سواء الموروث المادي مثل معلمة "مدينة بادس" وبناية "المعهد الإسباني" وبناية الباشوية، و"ساحة الريف" أو الموروث اللامادي المتمثل في التراث الشفهي خاصة النمط الغنائي المعروف ب"إيزارن"، ثم المسرح الأمازيغي الريفي وغيرها من الحكايات والقصص والأساطير المتعلقة بالثقافة الشعبية.