حذر نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، من بطء تشكيل النسخة الثانية للحكومة، ومن "مخاطر حالة الانتظار"، بعد انسحاب حزب الاستقلال من التحالف الحكومي. واعتبر بنعبد الله، في افتتاحه أشغال الجامعة السنوية للحزب، السبت الماضي بالرباط، أن "حالة انتظار وترقب تشكيل النسخة الثانية للحكومة تطرح أكثر من سؤال حول من يعرقل تشكيل الحكومة"، بعد جولات من المفاوضات بين عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، وصلاح الدين مزوار، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، مشيرا إلى أن حزب التقدم والاشتراكية مازال يتشبث بمرجعيته الاشتراكية ومبادئه ومنطلقاته. وعبر بنعبد الله عن رفضه للجمود وقال "اخترنا التعامل مع تيار ديني في إطار استغلال سياسي لهذه المنظومة، لكن المطلوب هو تطوير الأفكار دون التفريط في المبادئ". وأضاف أنه "لا يحدث التغيير ولا إنجاز مشروع إصلاحي إلا في ظل حياة سياسية مستقرة بمؤسساتها". وداعا بنعبد الله بنكيران إلى الإسراع في إخراج النسخة الثانية للحكومة بعد قبول حزب التجمع الوطني للأحرار الدخول في تحالف يقوده العدالة والتنمية. كما دعا جميع الفاعلين السياسيين المساهمين في تشكيل الحكومة إلى "العودة للصواب، والإسراع بتشكيل الحكومة، حتى يتمكن المغرب من تنفيذ الإصلاحات، في إطار مقاربة عقلانية لجميع أطرافها، لأن الذي يهمنا هو تحقيق مصلحة البلاد، وعدم الخوض في الجدل العقيم، لأن هناك جهات تسعى إلى الاستمرار في حالة الانتظارية وتحويل أنظار المغاربة عن الإصلاحات بالجدل العقيم". وطالب أحزاب التحالف الحكومي ب"ممارسة السياسة بالأخلاق والابتعاد عن الأزمات المفبركة التي تعطل الإصلاح، حتى نجنب بلادنا الأزمات التي يعيشها عدد من بلدان المنطقة". ودافع الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية عن تنفيذ الحكومة لنظام المقايسة بهدف التحكم في أسعار المحروقات السائلة على المستوى الدولي، وقال إن "تطبيق نظام المقايسة كان ضروريا في علاقته بالتوازنات الماكرو اقتصادية، لكنه معزول ولا يدخل ضمن الإصلاح الشمولي لصندوق المقاصة، الذي وضعناه في برنامجنا الحكومي، إذ ليس قدرا محتوما على الحكومة اتخاذ القرارات الصعبة".