تتحول مدينة الرباط، من فاتح إلى رابع أكتوبر المقبل، إلى عاصمة للجماعات والسلطات المحلية عبر العالم، حيث ستحتضن مؤتمر منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة، الذي ينظم تحت شعار "تصور المجتمع، بناء الديمقراطية". مدينة الرباط (خاص) ويعتبر هذا المؤتمر الرابع من نوعه، الذي تنظمه منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة بعد المؤتمر الأول بباريس سنة 2004 وهو المؤتمر التأسيسي، والمؤتمر الثاني بمدينة جيجو بكوريا في 2007، والمؤتمر الثالث بمكسيكو في 2010. ولقيت مدينة الرباط مباشرة بعد الإعلان عن استعدادها للترشح لاحتضان هذا المؤتمر دعما قويا من مجموعة من الشخصيات كبرتران دولانوي عمدة باريس ورئيس منظمة المدن والسلطات المحلية الذي قام بزيارة للرباط وعبر عن دعمه الكامل واستعداده لمؤازرة ترشيحها، مؤكدا تضامنه مع المدن المغربية، التي أصبحت نموذجا في مجال التدبير اللامركزي للشأن العام المحلي. وعلى المستوى القاري، أجمعت المدن الإفريقية على ترشيح الرباط باسم القارة الإفريقية في إطار اجتماع جميع أعضاء المجلس الإفريقي لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية بالقاهرة في شهر نونبر 2010. وبعد محطات عديدة لدراسة ترشيحات المدن الراغبة في احتضان المؤتمر، ومن بين خمس عشرة مدينة مرشحة بقيت في مسار المنافسة ثلاث مدن لتعرض على التصويت بمؤتمر مكسيكو وهي ليون الفرنسية، وفلورانس الإيطالية والرباط باسم القارة الإفريقية. وفي نونبر 2010، جرى التصويت، بالإجماع، في مكسيكو على اختيار مدينة الرباط باسم القارة الإفريقية لاحتضان المؤتمر الرابع لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة لسنة 2013. وستستضيف العاصمة الرباط ما يفوق 3000 ضيف كبير من بينهم رؤساء بعض الدول، وممثلو هيئة الأممالمتحدة ووزراء الداخلية أو البلديات وبعض رجال الفكر العالميين الحائزين على جائزة نوبل للسلام، وكذا كبار عمداء العواصم والمدن والسلطات المحلية بالعالم والخبراء والمهتمين ورجال الأعمال والإعلاميين. وسيناقش هذا المؤتمر خمسة محاور رئيسية وهي تحسين جودة الحياة، وتدبير التنوع، ومواكبة الحكامة الجديدة والتغيرات بحوض المتوسط، وتقوية التضامن بين الوحدات المجالية، والتحكم في مستقبل التعمير. وسيشكل هذا المؤتمر فرصة للاطلاع على كل المشاريع التي تشهدها العاصمة، والتي ينخرط في تنفيذها مجلس الجماعة الحضرية للرباط وجميع شركائه في التنمية. ويعتبر المؤتمر مناسبة لمجلس مدينة الرباط لاستكمال أوراشه الكبرى للتنمية للرقي بالعاصمة لكي تضاهي العالمية في كل المجالات. كما يشكل المؤتمر فرصة لتسويق المدينة اقتصاديا وثقافيا وسياحيا. وسيكون المؤتمر أيضا، فرصة للتعريف بالثوابت والمكاسب السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمغرب، وعلى رأسها المكاسب الدستورية الكبرى، من خلال إقرار دستور جديد أسس لدولة عصرية في إطار ملكية دستورية ديمقراطية واجتماعية، والأوراش الاجتماعية عن طريق تثبيت شروط المساواة في الحقوق والواجبات، والأوراش الاقتصادية ببناء أسس جديدة للإنعاش الاقتصادي والانفتاح على الاستثمار المحلي والدولي. وتعتبر منظمة المدن والسلطات المحلية المتحدة منظمة عالمية تجسد الحركة العالمية للبلديات والسلطات المحلية. وجرى إحداثها سنة 2004، بعد توحيد جميع المنظمات العالمية السابقة المهتمة بحركة المدن والبلديات. وتضم المنظمة في عضويتها جل العواصم والمدن العالمية ما يفوق 5000 مدينة وسلطة محلية، وتتوفر على تمثيليات في شكل منظمات عبر القارات الخمس. وتتمتع المنظمة بصفة عضو ملاحظ بهيئة الأممالمتحدة، وتهتم بكل المواضيع المتعلقة بالحكامة الجيدة والتنمية المستدامة اعتمادا على شبكة عالمية للتعاون اللامركزي. وتمثل القارة الإفريقية منظمة المدن والسلطات المحلية الإفريقية التي يقع مقرها بمدينة الرباط. (و م ع)