نوهت يومية "انتغراسيون" (اندماج) الإفريقية بالسياسة الإفريقية للمغرب الذي ينهج "دبلوماسية فاعلة ومتضامنة منشغلة بمتطلبات الاستقرار في إفريقيا والطموحات التنموية للقارة". وفي مقال مخصص للزيارة التي قام بها أخيرا صاحب الجلالة الملك محمد السادس لمالي لحضور حفل تنصيب الرئيس، إبراهيم بوباكار كيتا، أوضحت الصحيفة الموجهة لوسط إفريقيا الأهمية التي تكتسيها مشاركة جلالة الملك في هذا الحفل، والتي تدل على "دعم وتضامن المغرب مع بلد صديق وشقيق". كما أبرزت الصحيفة أهمية الخطاب الملكي بهذه المناسبة مستشهدة بمقتطفات منه. من جهة أخرى، توقفت الصحيفة عند تشبث المغرب بجذوره الإفريقية وبتنمية الشراكة جنوب- جنوب، مؤكدة أن المملكة لم تفتأ تساهم في جهود إعادة البناء وإرساء الاستقرار الاقتصادي والنهوض الاجتماعي في بلدان القارة. وحسب الصحيفة، فإن مالي لا تمثل إلا أحد أوجه تعاون المغرب متعدد الأبعاد مع البلدان الإفريقية، موضحة أن المغرب يستقبل أزيد من 8 آلاف طالب إفريقي، منهم 6500 طالب يستفيدون من منح دراسية ويتحدرون من 42 بلدا إفريقيا. ومن بين المبادرات التضامنية البارزة التي قام بها المغرب تجاه البلدان الإفريقية، أشارت الصحيفة إلى قرار إلغاء مجموع ديون البلدان الإفريقية الأقل تقدما، وفتح الحدود أمام السلع القادمة من هذه البلدان دون رسوم جمركية. وأضافت الصحيفة أنه من أجل الاستجابة لحاجيات السكان الأكثر فقرا في إفريقيا، أحدث المغرب "المؤسسة العلوية للتنمية البشرية المستدامة"، مذكرة بأن هذه المؤسسة أقامت مركزا لعلاج أمراض العيون بدكار، قبل أن تمتد خدماتها لبلدان أخرى بغرب إفريقيا، من خلال مشاريع تأتي في مقدمتها محاربة الأمية والتزويد بالماء الصالح للشرب وتوصيل الكهرباء. وحسب الصحيفة، فإن المغرب المنشغل بالأمن والاستقرار في منطقة الساحل، ما فتئ يدعو إلى اعتماد مقاربة إقليمية متفق عليها وإلى حوار سياسي موسع في مواجهة منهجيات أحادية تدعو لها بعض بلدان المنطقة والتي مآلها الفشل. وأكدت الصحيفة الإفريقية أن المغرب لم يتردد قط في الدفاع عن قضايا السلام والأمن والاستقرار في القارة الإفريقية كما تشهد على ذلك مشاركة المملكة في عدد من مهام حفظ السلام في إفريقيا.